صدر للكاتب الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف كتاب جديد بعنوان ( دور المرأة في النهضة الحسينية ) من مؤسسة البلاغ بيروت - لبنان وذلك في طبعته الأولى 1432هـ-2011م ويقع الكتاب في احدى وخمسين صفحة من الحجم الوسط. وقد تناول فيه الشيخ اليوسف الدور النهضوي الذي قامت به المرأة الرسالية العاشورائية في نهضة عاشوراء الخالدة.
ففي البدء تكلم الدكتور اليوسف وبأسلوبه الراقي السلس وبعباراته المختارة التي تنفذ الى النفس ببساطة وسلاسة قد عهدناها منه في كتاباته عن دور المرأة قبل عاشوراء وأثنائها وبعدها حيث أن العنصر الرسالي للمرأة والذي بدأ من عصر عاشوراء بعد انتهاء المعركة مباشرة والذي تمثل في الحوراء زينب ودورها الحثيث في إظهار ظلامة أهل البيت وكذلك خطابها العظيم الذي تردد صداه مع الأيام في مجابهة التضليل الإعلامي الفاسد وموقفها من بني أمية الذين قاموا بتحجيم دور أهل البيت، ومحاولة تصغير مكانتهم وذلك من خلال المحاور التالية وهي كما يلي:
المحور الأول: الحوراء زينب في قصر ابن زياد ودورها في بيان مكانة أهل البيت ولقد كانت كلماتها خير سلاح من أجل ذلك.
المحور الثاني: الحوراء زينب ومخاطبتها لأهل الكوفة وكيف أنها انتهزت الفرصة لبيان حقيقة الأحداث التي جرت في عاشوراء، وتوبيخها لهم لتخاذلهم وتقاعسهم عن نصرة الإمام الحسين .
المحور الثالث: السيدة زينب تهاجم يزيد في بلاطه بكلمات بليغة وقوية في خطبتها الشهيرة، والتي كان لها وقع كبير في نفوس الحاضرين، وأن النصر الحقيقي كان حليف أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكل من سار والتحق بركب عاشوراء.
ولذلك فإن عرض الكتاب يضفي نوعاً من التشويق والرغبة في متابعة القراءة وإن كان القارئ قد ألّمَ ببعض من جوانب هذه الشخصيات من قبل إلا أنه بحاجة لدراسة تحليلية لمعرفة تاريخ أبرز النساء في نهضة عاشوراء ودورهن الرسالي، للتعرف ولو على جزء من مآثرهن التي قد تغيب عن الذهن في بعض الأحيان أمثال:
1- دلهم بنت عمرو: زوجة زهير بن القين فقد كان لكلماتها التأثير والوقع الأكبر في تغيير مسار زوجها وانتقاله من ركب الظالمين إلى ركب العدالة والحق . . وكيف أنها صنعت منه رجلاً خالداً في ذكرى عاشوراء.
2- مارية العبدية: امرأة ثرية من أهل البصرة استشهد زوجها وولديها في موقعة الجمل مع الإمام علي . . وقد بذلت أموالها وجعلت مجلسها مكاناً لتهيئة الثوار في سبيل نصرة الإمام الحسين .
3- طوعة: المرأة الصالحة التي استضافت سفير الإمام الحسين وهو مسلم بن عقيل في منزلها ودورها البطولي في ذلك رغم الخطر المحدق بها . . و لذلك فقد سجل التاريخ اسمها في سجلاته؛ فما إن يذكر مسلم بن عقيل الا ويذكر معه اسم طوعة كمثال للتضحية والفداء والشجاعة.
4- أم وهب: دفعت زوجها إلى ميدان القتال مع الإمام الحسين حتى استشهد معه، ولحقت به فكانت أول شهيدة في ساحة كربلاء المؤلمة.
وفي نهاية الكتاب حاول الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف بقلمه أن يثير مكامن القوة عند المرأة الرسالية في سبيل تبليغ رسالة السماء، ونشر راية التوحيد في كل مكان، وإبراز دورها الثقافي والاجتماعي والفكري في المجتمع، من خلال اتخاذ هذه النماذج التاريخية كخير مثال وقدوة يمكن للمرأة المعاصرة أن تقتدي بهن رغم تقادم السنين.