أشاد سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في كلمته ليوم الجمعة 1 ذو القعدة 1432هـ الموافق 30 سبتمبر 2011م بمكانة ودور السيدة فاطمة المعصومة، - والذي يصادف هذا اليوم ذكرى ميلادها المبارك - ووقوفها إلى جنب أخيها الإمام الرضا ، ودورها العلمي في نشر آثار ومعارف أهل البيت، وانتشار بركة وجود مرقدها الشريف على أهل قم وما حولها، وقد أشار الإمام الرضا إلى فضل زيارتها قائلاً: (( من زارها فله الجنة )) وقال الإمام الجواد : (( من زار عمتي بقم فله الجنة))، وهذا يكشف عن مكانتها وعلو شأنها.
وأكد سماحة الشيخ اليوسف على أن الإسلام يعطي المرأة كافة الحقوق التي للإنسان، سواء كانت تلك الحقوق حقوقاً اجتماعية أم ثقافية أم سياسية أم إنسانية، شأنها في ذلك شأن الرجل إلا ما خرج بالدليل كتوليها الولاية العامة أو القضاء أو التصدي للمرجعية، حيث اشترط المشهور بين الفقهاء حصرها بالرجل؛ وإن كان هناك جماعة من الفقهاء لهم رأي آخر.
وأضاف سماحته قائلاً: إن هناك نظرتين تجاه المرأة، نظرة متحفظة وضيقة، ولا ترى للمرأة دوراً إلا في حدود ضيقة كالزواج وتربية الأبناء وإدارة المنزل فقط. ونظرة أخرى متنورة وواعية، وأكثر عمقاً في فهم النصوص الدينية واستيعاب المفاهيم الإسلامية، وأن الإسلام يعطي كل الحقوق الخاصة والعامة للمرأة، وأنها تستطيع أن تقوم بأدوار كبيرة، وأن تسهم في صناعة الشأن العام، وإدارة القضايا الكبرى للأمة.
ورأى سماحته أن هذا الرأي هو الرأي الصحيح الذي يفهم من النصوص الدينية، وتؤكد عليه سيرة المتدينين قديماً وحديثاً، وإن عزل المرأة وإقصاءها إنما يعود لعادات وتقاليد اجتماعية متوارثة وليس نابعاً من رؤية دينية صحيحة، وإن ادعى البعض ذلك.
داعياً سماحته في ختام كلمته المرأة إلى القيام بواجباتها ومسؤولياتها الدينية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وإلى المطالبة بحقوقها المشروعة بالوسائل الحضارية الراقبة.