تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في الخطبة الأولى لعيد الأضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة 1432هـ الموافق للسابع من نوفمبر 2011م بمسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف عن الإخلاص في العبادة والعمل، إذ يقول تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ فالإخلاص في العبادة شرط في قبولها، إذ يجب أن تكون العبادات كلها لله عز وجل؛ فالصلاة، والحج، والصوم، والزكاة ..... وغيرها من العبادات لا تقبل إلا عندما تكون خالصة لوجه الله عز وجل من دون رياء أو شائبة ﴿لاَ شَرِيكَ لَهُ﴾.
وأضاف سماحته قائلاً: إن دعوة القرآن للإخلاص، وصفاء النية، يجب أن تكون شاملة لكل شيء، إذ يجب أن تكون منطلقات العمل - كما العبادة - لله عز وجل، فالحياة لأجله، والموت في سبيله، والانقطاع إليه دون غيره ﴿وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
وشدد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف على أن من أسرار نجاح الأعمال والمشاريع الإسلامية الإخلاص في العمل، وطلب الأجر والثواب من الله عز وجل، وعدم انتظار الشكر والثناء من المخلوقين، وأن من أسباب الفشل للأعمال والمشاريع الإسلامية غياب الإخلاص فيها، والبحث عن السمعة والشهرة، أو الرياء وهو مبطل للعبادة، ومحبط للثواب، وسبب لفشل أي عمل.
وفي الخطبة الثانية تناول سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف أهمية الوحدة بين المسلمين امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ﴾ لأن التفرق يؤدي إلى ضعف المجتمع والأمة بينما الوحدة عنصر قوة، وسبب للتقدم الاجتماعي والحضاري.
مبيناً أن هناك الكثير من الشعائر الإسلامية التي تؤكد على قيمة الوحدة، ومنها الحج كعنوان لوحدة المسلمين، حيث يتساوى فيه الجميع على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومشاربهم في الإتيان بنفس الأعمال، وفي نفس الوقت من غير فرق بين غني وفقير، أو رفيع ووضيع، فالكل يلبسون إحراماً أبيضاً، ويأتون بنفس الأفعال والمناسك.
وشدد على أهمية تعزيز الوحدة بين المسلمين، وخلق البيئة الصالحة لنمو الوحدة بينهم، وعدم الفرقة والتفرقة، والاعتصام بحبل الله المتين، والابتعاد عن كل ما يثير الفتن بين المسلمين.
وفي ختام خطبته دعا سماحة الشيخ اليوسف جميع المسلمين إلى الاتحاد والوحدة، والتركيز على ما يجمع بين المسلمين من قواسم مشتركة وهي كثيرة، وعدم تضخيم الخلافات أو التركيز عليها، أو البحث عما يثبر الحساسيات المذهبية والطائفية لأنها لا تخدم إلا أعداء الإسلام، الذين يسعون إلى نشر الفتن بين المسلمين لكسر شوكتهم، وإضعاف قوتهم، وإشغالهم بقضايا جانبية بدلاً من الاهتمام بالقضايا الكبرى للأمة وهو ما يجب أن يدعونا للتحلي بالوعي والبصيرة النافذة.