تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في كلمة يوم الجمعة 19 جمادي الآخرة 1433هـ الموافق 11 مايو 2012م، بمسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف عن شرائط قبول الصلاة ورفع موانع قبولها، إذ ينبغي للمؤمن بعد إحراز شرائط صحة الصلاة السعي لتحصيل شرائط قبولها، فالصحة والإجزاء شيء، والقبول شيء آخر ، فقد تكون الصلاة صحيحة لكنها غير مقبولة عند الله تعالى.
وأوضح سماحته أن من أهم شرائط قبول الصلاة هو إقبال القلب عليها، فإن كان حاصلاً في جميع أجزائها فتمامها مقبول، وإلا فبمقدار حضور القلب، فقد يكون نصفها مقبولاً، وقد يكون ثلثها، وقد يكون ربعها... وهكذا. كما دل على ذلك الروايات، فعن رسول الله قال : (( لا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه )) وقال الإمام الصادق : (( إذا أحرمت في الصلاة فأقبل عليها، فإنك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك، فربما لم يرفع من الصلاة إلا النصف أو الثلث أو الربع أو السدس على قدر إقبال المصلي على صلاته، ولا يعطي الله لغافل شيئاً ))
وبيّن سماحته أنه ينبغي للمصلي أن تكون صلاته مع الخضوع والخشوع والسكينة والوقار، وأن لا يعبث أثناء الصلاة بما بشغله عنها، فقد أبصر رسول الله رجلاً يعبث بلحيته في صلاته فقال : (( إنه لو فشع قلبه لخشعت جوارحه )) وقال الإمام علي : (( لا يعبث الرجل في صلاته بلحيته، ولا بما يشغله عن صلاته )).
ثم أوضح سماحة الشيخ عبد الله اليوسف موانع قبول الصلاة والتي من أبرزها: شعور المصلي بالعجب في عبادته، وعدم أداء الحقوق الشرعية الواجبة كالخمس والزكاة كما تشير إلى ذلك بعض أحاديث باب فرض الزكاة وباب إن من منع الزكاة فليس بمؤمن؛ ما يظهر منه أنه من لم يزك لا تقبل صلاته. وفى رواية محمد بن عيسى من باب وجوب الخمس فيما يفضل عن المؤونة في كتاب الخمس ما يستفاد منه أن من لم يؤد الخمس فلا صلاة له.
ومن موانع القبول أيضاً: أكل الحرام، وشرب المسكرات، والحسد والكبر والغيبة، بل مقتضى ما تشير إليه الآية الشريفة: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ عدم قبول الصلاة وغيرها من العبادات من كل فاسق وعاصِ.
ثم أشار سماحته إلى الأمور التي توجب قلة الأجر والثواب على الصلاة كأدائها وهو في حالة كسل وتثاقل، أو يؤديها وهو مستعجل، أو مدافع للبول والغائط والريح، أو طامح ببصره للسماء، بل بكل ما يتنافى مع الخشوع والوقار.
وختم سماحة الشيخ اليوسف كلمته بالإشارة إلى الأمور التي توجب زيادة الأجر والثواب كاستعمال العطر، والتختم بخاتم من عقيق، ولبس أنظف الثياب، والاستياك... وغيرها من الأمور المستحبة والراجحة.