اعتبر الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف أن التوظيف السياسي للطائفية من أهم أسباب تقويتها، فتسييس الدين أو المذهب وتوظيفه لأهداف سياسية يساعد على تنمية الطائفية وانتشارها، وإلى تقسيم المجتمع، وزيادة الاستقطاب الطائفي فيه، وهو الأمر الذي يهدد سلامة المجتمع ووحدته.
وأكد على أن تحقيق المواطنة المتساوية، والتي يتساوى في ظلها الناس الذين يعيشون في ظل نظام سياسي واحد، بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وأصولهم وتوجهاتهم يقضي على الطائفية أو يقلل من نموها على أقل تقدير.
وأشار إلى أن الإقرار بالتعددية المذهبية والفكرية، وقبول ما يترتب على هذا الإقرار من حقوق مشروعة، وضمان الحرية الفكرية لجميع المواطنين سيُسهم في التخفيف من آثار الطائفية السلبية، ويساعد على ضمورها.
ودعا في حواره مع مركز آفاق للدراسات والبحوث إلى سن قانون يجرم التحريض على الكراهية، ووضع قانون واضح ومفصل للذين يشملهم عقاب التحريض على الكراهية، أو يدعو للطائفية سيسهم بصورة كبيرة في القضاء على الطائفية ودعاتها.
ومن المهم للغاية خلق ثقافة جديدة للحوار الجاد في الوسط الاجتماعي، والعمل على إشاعة جو إيجابي للقبول النفسي والفكري بالطوائف الأخرى التي تعيش في ظل نظام سياسي واحد، وتجاوز النظرة الأحادية للأمور، وخلق وعي حقوقي سيساعد كثيراً على الانسجام بين مختلف الطوائف، والقضاء على الطائفية بمعناها السلبي.
وإليكم نص الحوار مع سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف:
ماذا يعني مفهوم الحوار الإسلامي؟
الحوار في اللغة يعني: تراجع الكلام والتجاوب فيه بالمخاطبة والرد، ومن هذا التعريف نستطيع إدراك أن للحوار ركنين: الأول: وجود طرفين للحوار أو أكثر، والثاني: وجود قضية تخضع للمناقشة والأخذ والرد فيها.
وقد ورد الحوار في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وهي: قوله تعالى: ﴿..فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾، وقوله تعالى: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً﴾، وقوله تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾، ويظهر من هذه الثلاثة المواضع أن الحوار فيها هو مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين والأخذ والرد فيه.
وقد عبّر القرآن عن الحوار أحياناً بالجدال بالتي هي أحسن كما في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾، وقد ورد لفظ الجدل في القرآن تسعاً وعشرين مرة أغلبها في سياق الذم، وذلك عندما يكون الجدل لإلزام الخصم وليس لإظهار الحق، فالجدل -غالباً- يعبر عن شدة الخصومة واللدد فيها مع القدرة عليها، والتعصب للرأي وإن كان باطلاً.
والإيمان بالحوار -أو بالمناظرة كما تسمى عند العرب قديماً- يعني الاعتراف بالطرف الآخر، وبحق الآخر في الاختلاف مع الأنا، كما يعني تجاوز أحادية الفكرة والنظرية إلى الانفتاح على أفكار وثقافات وقناعات الآخرين.
وعليه فإن مفهوم الحوار الإسلامي- الإسلامي يعني التحاور والنقاش بين طرفين أو أكثر من داخل الدائرة الإسلامية مع وجود قضية محل البحث والنقاش سعياً للوصول إلى قواسم مشتركة، وصياغة خطاب جامع، والتعاون في حدود المتفق عليه بما يخدم مسيرة الأمة الإسلامية وتقدمها العلمي والحضاري.
من القضايا الحيوية والتي لازالت بحاجة إلى إضافات نوعية على مستوى الفكر والممارسة ، قضية الحوار الإسلامي - الإسلامي .. كيف تنظرون إلى هذه المسألة، وفي نظركم من أين يبدأ الحوار الإسلامي؟
مسألة الحوار الإسلامي مسألة في غاية الأهمية لنشر ثقافة المحبة بين المسلمين، والقضاء على ثقافة الكراهية والتعصب. ويتطلب ذلك بنية فكرية داعمة للحوار بين المذاهب، وتشجيع التعاون بين أتباع تلك المذاهب، وعمل برامج مشتركة، لإزالة الحواجز النفسية بين المسلمين بما يساهم في نشر ثقافة التحاور والتعايش والتحابب بين أتباع المذاهب الإسلامية.
وأتصور أن الحوار الإسلامي يجب أن يبدأ من البحث عن القواسم المشتركة بين المسلمين، والتركيز على نقاط الاتفاق، وعدم تضخيم المسائل الخلافية، وصياغة خطاب ثقافي يركز على الوحدة، ويدعو إلى تعميق أواصر المودة والمحبة بين المسلمين، ورفض كل ثقافة تدعو إلى الفرقة، أو إلى التصادم بين المذاهب أو الفرق أو الطوائف الإسلامية.
ماهي الأفاق والحقول المهمة، التي ينبغي أن يطالها مشروع الحوار الإسلامي؟
مشروع الحوار الإسلامي يجب أن يشمل كل ما يساعد على نشر ثقافة التعايش والتقارب بين المسلمين، ويعزز روح الوحدة الإسلامية، ويمكن الإشارة إلى بعض الآفاق والحقول المهمة التي ينبغي أن يطالها مشروع الحوار الإسلامي في النقاط التالية:
1- على المستوى الفكري: مناقشة المسائل الفكرية الخلافية، وسبل التغلب عليها، وصياغة خطاب مشترك قادر على بناء أرضية فكرية صلبة.
2- على المستوى الأخلاقي: يوجد في الكتب الحديثية التي ألفها علماء المسلمين من مختلف مدارسهم المذهبية أبواباً كثيرة تتحدث عن الأخلاق والآداب والسنن، ويمكن جمعها بما يُسهم في تعزيز القيم الأخلاقية، ونشر الفضائل، وتعميق الضمير الأخلاقي، وهو الأمر الذي سينعكس في الممارسة الأخلاقية بين أتباع المذاهب الإسلامية.
3- على المستوى الفقهي: يمكن أن تساهم الدراسات الفقهية المشتركة على بيان أن الاختلاف الفقهي له أسبابه الموضوعية والعلمية، وأن ما يجمع فقهاء المسلمين ليس بالشيء القليل.
4- على المستوى السياسي: يمكن للتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية ككل، والظروف التي تمر بها، وما يرتبط بتفعيل قضايا المسلمين المركزية أن تساهم في تعزيز التقارب بين المسلمين.
5- على المستوى الإعلامي: يمكن للحوار الإسلامي أن يعمل على صياغة خطاب إعلامي يركز على الحوار والتحاور، ويدعو إلى الوحدة والتقارب، وينبذ الفرقة والتشرذم. فالإعلام في عصرنا عنصر مهم في صياغة الرأي العام، وتحديد اتجاهاته والتأثير على قناعاته.
6- على المستوى الوطني: يجب أن يشمل الحوار الإسلامي مسألة تعزيز مفهوم المواطنة، وأن المواطنين متساوون في جميع الحقوق والواجبات، بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والعرقية والمذهبية والقبلية.
وزبدة القول: إن الحوار الإسلامي يمكنه أن يتناول العديد من الآفاق والحقول التي تهم كل مسلم غيور على دينه ووطنه ومجتمعه.
كيف تتصورون علاقة المناهج الدراسية في المؤسسات والجامعات والمعاهد العلمية وعملية الحوار الإسلامي .. وكيف نواجه مسألة قصور المناهج في هذا الصدد، وما هي متطلبات التطوير؟
المناهج الدراسية يمكن أن تلعب دوراً مهماً للغاية في تثقيف الطلاب بثقافة الحوار والتحاور، والتعلم على احترام الرأي والرأي الآخر، لكن ذلك يتطلب أن تكون المناهج الدراسية تركز على القواسم المشتركة بين المسلمين، وتبرز نقاط الاتفاق، وتقلل من نقاط الاختلاف، بما يتطلب صياغة مناهج دراسية قائمة في العلوم الإسلامية على الدراسات المقارنة بما يثري عقل الطالب، ويمرنه على تقبل الآراء الأخرى، لكن للأسف المناهج الدراسية في معظم البلاد الإسلامية لا تتمتع بهذه الميزة، بل تركز على رأي واحد، وتهمل بقية الآراء، وهو الأمر الذي يساهم في نشر ثقافة الرأي الواحد، والفكر الواحد، وإقصاء الآخر، وهو ما يعيق نشر ثقافة الحوار والوحدة.
وعليه إذا ما أردنا تعزيز مفهوم الحوار الإسلامي يجب الاهتمام بالدراسات المقارنة في مناهج العلوم الدينية، وإضافة مادة (الحوار) لتعزيز ثقافته على المستوى النظري وممارسته عملياً على صعيد الواقع الخارجي.
في تقديركم ماهي أسس وقواعد الحوار الإسلامي - الإسلامي، وما هي سبل أن تأخذ هذه الأسس والقواعد طريقها في الوسط الاجتماعي؟
إن أي حوار إسلامي – إسلامي كي ينجح ويثمر يجب أن يرتكز على عدة أسس موضوعية وقواعد تأسيسية بحيث يخرج الحوار من الدائرة النظرية إلى دائرة التطبيق والتفعيل على أرض الواقع، ومن أهم هذه الأسس والقواعد ما يلي:
1- اتباع المنهج العلمي في الحوار:
إن أهم قاعدة في أي حوار هو: اتباع المنهج العلمي في الحوار والنقاش، بعيداً عن الآراء المسبقة، أو الصور النمطية الخاطئة، أو المثاليات المجردة؛ وإنما يجب أن يقوم الحوار على منهج علمي واضح، هدفه الوصول إلى الحقيقة، وهذا يتطلب اتباع الأدوات العلمية في الحوار، والرجوع إلى المصادر المعتبرة عند كل طرف، وفهم قناعات وأفكار الآخر مما يقدمه كل طرف، وليس من طريق الخصوم، لأن في ذلك تجني على الحقيقة.
والملاحظ: أن كثيراً من السجالات والمعارك التي تقع من الدائرة الإسلامية بين مختلف الأطراف إنما يعود سببها إلى غياب الحوار العلمي، واتباع الأدوات غير العلمية في الجدال، وتغليب لغة التهريج والتجهيل بهدف تحقيق انتصارات وهمية ضد الآخر، وهو خلاف المنهج العلمي في الحوار.
وأي حوار كي ينجح يحتاج لتغليب لغة العقل، واتباع المنهج العلمي، والتأصيل الشرعي، والانفتاح على الأفكار الأخرى بقلب مفتوح، وتقبل أحسن الكلام كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ .
إننا ندعو للتحاور بمنطق العلم وليس بمنطق الجهل، وبمنطق الدليل والحجة البرهان وليس بمنطق الإكراه والإلزام. وليكن العلم وسليتنا للوصول إلى الحقيقة ومعرفة الأمور كما هي بعيداً عن أي وصاية فكرية أو إرهاب ثقافي.
2-الالتزام بأخلاقيات وآداب الحوار:
القاعدة الثانية في الحوار الإسلامي التي يلزم العمل بها هي قاعدة الالتزام بأخلاقيات وآداب الحوار، فكي ينجح الحوار الإسلامي يجب أن يرتكز على قاعدة (التحلي بالقيم الأخلاقية) والالتزام بالضوابط الشرعية في التعامل مع الرأي المخالف بما يساهم في تثبيت الائتلاف وتعميق أدب الاختلاف.
ومن أهم أخلاقيات وآداب الحوار الإسلامي: احترام الرأي الآخر، وتقويم وجهات نظر الآخرين، وإعطاء آرائهم الاجتهادية حقها من التقدير والاعتبار، والتعامل مع أية أفكار بالنظر إلى صحتها أو سقمها، وليس للمواقف الفكرية المسبقة.
أما الالتزام بالضوابط والموازين الشرعية فيعني عدم (تجاوز الحدود الشرعية) مع الطرف الآخر الذي تختلف معه في الفكر أو المنهج أو المذهب أو الموقف.
ولعل من المهم هنا أن نشير إلى أن قاعدة الالتزام بأخلاقيات الحوار وآدابه يستلزم التجرد للحق، ومجاهدة النفس، وتغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية.
3- إيجاد البيئة الملائمة للحوار:
لنجاح أي حوار إسلامي يستلزم إيجاد البيئة الملائمة والصالحة للحوار، وذلك بتهيئة النفوس للقبول بنتائج الحوار والعمل على تهيئة المجتمع للقبول النفسي والعقلي والفكري بما يتوصل إليه الحوار الإسلامي من توصيات وأفكار للتطبيق العملي.
وإلا فلا يمكن لأي حوار أن ينجح في ظل بيئة مضادة للحوار، ورافضة لمنطق الحوار ومستلزماته، وللإعلام دور مهم في إيجاد البيئة الصالحة أو غير الصالحة للحوار بسبب توجهات الإعلام ورسالته الموجهة للناس.
وكثيراً ما يفشل الحوار الإسلامي نتيجة لإصرار بعض الجهات أو الفئات على رفضه من الأساس، على أساس أن الطرف الآخر ليس من الإسلام في شيء، ومن ثم لا يجوز التعاطي والتحاور معهم بأي شكل من الأشكال.
كما أن بعض الفئات ترى نفسها فوق الحوار، وفوق النقاش، وأنها تمتلك الحقيقة كاملة، وبالتالي ليست مستعدة للتحاور، بل تعمل على إفشال أي حوار حقيقي.
والحل يكمن في معالجة الإشكاليات المعرفية والأخلاقية التي يتمسك بها البعض للفرار من الحوار الإسلامي، وبالتالي لابد من العمل على إيجاد البيئة الصالحة كي يثمر الحوار، وينتج أفكاراً صالحة للتطبيق الخارجي في الوسط الاجتماعي، والفضاء الثقافي.
ماذا نريد من الحوار الإسلامي - الإسلامي، وما علاقة الحوار بمبدأ ومطلب الوحدة الإسلامية والأمة الواحدة؟
أهم ما يريده كل مخلص لأمته الإسلامية هو نشر ثقافة المحبة والمودة والتقارب بين المسلمين، وتعزيز الثقافة المشتركة المرتكزة على القواسم المشتركة التي تجمع المسلمين في كل مكان، وإبراز نقاط الاتفاق، وتقليل نقاط الاختلاف، وتفهم مسائل الخلاف، في بعدها العلمي، وتغليب المصلحة العامة للأمة الإسلامية على المصالح الفردية والفئوية التي تضر بوحدة المسلمين.
والحوار الإسلامي – الإسلامي إذا ما نجح في تحقيق غاياته وأهدافه فإنه يساعد على تعميق (الوحدة الإسلامية) تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ فالوحدة تؤدي إلى عزة وقوة المسلمين، كما أنها تشكل عنصراً مهماً لامتلاك القدرة على مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد مستقبل الأمة الإسلامية جمعاء. أما الفرقة والشقاق والتفكك فهذا ما يريده أعداء الإسلام لأنهم بذلك يتمكنون من السيطرة على بلاد المسلمين وثرواتهم وخبراتهم.
والوحدة لا تعني إطلاقاً إلغاء الخصوصيات الثقافية أو المذهبية، وإنما تعني – فيما تعنيه– التوحد في إطار التنوع، والتركيز على نقاط الاتفاق بين المسلمين، ونبذ كل ما يثير الفرقة والشقاق بينهم.
ثم إن الحوار يساعد أيضاً على تعزيز مفهوم (الأمة الإسلامية الواحدة ) التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ فيجب أن يكون المسلمون أمة واحدة كما أراد الله عز وجل كي تكون أمة قوية، ومتماسكة، ومتقدمة علمياً وحضارياً.
لكننا اليوم أصبحنا شيعاً وأحزاباً، لا نكاد نجتمع على شيء، والنتيجة الطبيعية لذلك تأخر الأمة عن اللحاق بركب التقدم العلمي والحضاري، وأصبحت الأمة تعيش في أوج ضعفها وانحدارها وتقهقرها على مختلف المستويات العلمية.
على مستوى التجربة التاريخية والواقع المعاصر، ما هي العقبات التي تحول دون الحوار الإسلامي -الإسلامي .. وما السبيل إلى تذليل هذه العقبات؟
العقبات كثيرة ومتعددة، ولعل من أهمها: التعصب المذموم، والذي يقوم على ادعاء الحق والحقيقة معاً، وأنه وحده الذي يفهم الإسلام فهماً صحيحاً، أما غيره فهو على باطل وفي ضلال مبين!
وهذا التفكير غير العلمي أدى إلى رفض الحوار، فكل جماعة أو فئة أو طائفة أو مذهب تعتبر نفسها أنها على الحق، وأنها الفرقة الناجية، وأنها تملك الحقيقة المطلقة، وبالتالي لا يصح التحاور مع الآخرين لأنهم في ضلال، وعلى باطل، ولا يجوز الجلوس معهم على مائدة واحدة!
ولخطورة التعصب المذموم شرعاً وعقلاً حذر الرسول الكريم في أحاديث مستفيضة من التعصب للباطل، فقد روي عنه قوله (( من تعصَّبَ أو تُعصِّبَ له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه ))، وفي نقل: (( … فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ))، وعنه أيضاً قال: (( من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه اللَّه يوم القيامة مع أعراب الجاهلية ))، وعنه قال: (( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل [على] عصبية، وليس منا من مات على عصبية ))، وسُئل علي بن الحسين عن العصبية، فقال: (( العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم ))، وقال الإمام الصادق : (( من تعصَّب عصبه اللَّه عز وجل بعصابة من نار )) هذا التحذير الشديد من التعصب المذموم إنما يدل على ما له من آثار سيئة على الأمة، حيث يزرع الضغائن في النفوس، والتباعد بين القلوب، والفتن بين الناس.
وإذا كان التعصب يؤدي إلى الانغلاق على الذات، وعدم رؤية الآخر، فإن الحوار الإسلامي يعني الانفتاح على الآخر، وفهم الآخر بطريقة أفضل، مما يقلل من التعصب والانغلاق.
عقبة أخرى تقف حاجزاً دون الحوار والتحاور وهي عقبة التكفير للمخالف، وهي من أخطر الآفات في الساحة الإسلامية، لأن التكفير يعني إسقاط عصمة الآخرين، واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، والتقرب إلى الله تعالى بالنيل منهم، وهذا لن يؤدي إلا إلى التنازع والتحارب والتباغض بين المسلمين.
وأول فئة رفعت شعار التكفير هي فئة الخوارج، والذين كانوا من أشد الناس تمسكاً بالشعائر التعبدية، صياماً وقياماً وتلاوة قرآن، ولكنهم كانوا في الوقت نفسه يكفرون الإمام علي ، ويرفعون راية الحرب ضده وضد من معه!
وجاء من بعد الخوارج فئات متعددة، وعلى مر العصور يرفعون شعار التكفير والتفسيق ضد كل من لم يتفق معهم في آرائهم وأفكارهم وفلسفتهم للحياة.
وامتداداً لفكر الخوارج ومنهجهم نجد في هذا العصر أيضاً من يُكفر كل من لم يتفق معه في آرائه وأفكاره. كما نجد من يُفسق كل من يختلف معه في المنهج والرؤية والموقف.. ولو رجعت إلى الأسباب لوجدت أن من أهمها: نقص المعلومات عند هؤلاء، والذين لم يأخذوا من العلم إلا قليلاً، ولم يستخدموا عقولهم إلا نادراً، ولم يكونوا إلا مجترين لآراء أكل عليها الدهر وشرب.
إن الوقوع في هاوية التكفير والتفسيق وتصنيف المسلمين هو من أهم المعوقات في الحوار الإسلامي - الإسلامي، إذ أن من يعتبر الطرف الآخر ليس من الإسلام في شيء.. كيف يمكنه التحاور معه على أساس الإسلام؟! هذا هو المنطق الذي يتحدث به من يرى نفسه يمثل الإسلام، أما الآخرون فهم يدَّعون الإسلام وليسوا كذلك!
هذه الظاهرة ناتجة من جهل كل طرف بالطرف الآخر، ومن انغلاق هذه الفئة عن تلك الفئة، ومن سوء الفهم الذي يحمله كل منا تجاه الآخر، ومن الاعتقاد بأفكار شاذة لا يعتد بها في الميزان العلمي.
والحل هو في أن تتدفق المعلومات بحرية، وأن يطلع كل طرف على ما يقوله الطرف الآخر، بعقل رشيد، وقلب مفتوح، بعيداً عن المسبقات الفكرية والثقافية، وبعيداً كذلك عن روح التعصب والتطرف والغلو في الدين.
ومعالجة التكفير يجب أن يبداً من المنطلقات الدينية والفكرية لبنيته، وقد حذر الرسول الأكرم من اتهام المسلم بالكفر في أحاديث صحيحة مستفيضة كقوله : (( إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت عليه))، وعن أبي ذر أنه سمع رسول الله يقول: (( من دعا رجلاً بالكفر، أو قال: يا عدو الله، وليس كذلك إلا جار عليه)) أي رجع عليه، وعن هشام بن عامر أن رسول الله قال: (( من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله)).
وهذا يعني أنه لا يجوز تكفير المسلم، فكل من قال (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) فقد عصم دمه وماله وعرضه.
ومن العقبات التي تحول دون الحوار الإسلامي أو نجاحه تناقض المصالح بين الأطراف الإسلامية، والسبب في ذلك إن كل فئة تحاول الاستئثار بجميع الأمور والمحافظة على المميزات التي يمكن أن تكتسبها من خلال وجودها الوحيد في الساحة.
والمصالح قد تكون مصالح سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو إعلامية أو غيرها.. وعندما يعمل كل طرف بما تمليه عليه مصالحه، ولو كان على حساب الآخرين.. هنا تكمن المشكلة.
وحل هذا الإشكال يمكن عبر الموازنة الدقيقة بين مصالح كل الأطراف، وتقديم التنازلات المتبادلة، وتقديم مصلحة الأمة على مصلحة الفئة أو الجماعة أو الحزب أو العرق..
وعندما يشعر الجميع بان حقوقهم ومصالحهم محفوظة ومصانة، بقوة القانون فإن هذا يساهم في إنجاح الحوار، والشعور بأهميته وضرورته.
ولا يجب أن نغفل دور القوى المعادية لوحدة المسلمين في وضع العراقيل أمام الحوار الإسلامي – الإسلامي؛ إذ تلعب تلك القوى على إجهاض ومحاربة كل المحاولات الجادة لتقريب المسلمين من بعضهم البعض.
والقوى المعادية للأمة الإسلامية كثيرة ومتنوعة، ومن أبرزها: الماسونية العالمية، والصهيونية العنصرية، وقوى الهيمنة والاستعمار، كما توجد قوى محلية في العالم الإسلامي تمثل امتداداً للقوى المعادية الموجودة خارجه.
والقوى المعادية للتقارب والتحاور الإسلامي - الإسلامي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتفتيت وحدة الأمة وتمزيقها، وزرع الفتن والأحقاد والضغائن بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة.
وتستخدم القوى المعادية كل الأساليب والوسائل الحديثة من إعلام موجه، ومن كتب ونشرات بمختلف اللغات، ومن رجال يعملون في الظلام كالخفافيش ينشرون ثقافة الفرقة والفتنة والكراهية.
وقد استفادت القوى المعادية من وجود بعض الثغرات والسلبيات في الكيان الإسلامي، مما أدى إلى اختراق الجدار الإسلامي بكل يسر وسهولة.
هذه القوى المعادية تعمل ضد الوحدة الإسلامية، وضد الحوار بين أبناء الأمة الواحدة، وتمنع كل تقارب إسلامي - إسلامي، لأن مصلحتها في تمزيق المسلمين وتفريقهم إلى شيع وأحزاب متنازعة.
وسياسة ( فرِّق تسُد ) الاستعمارية معروفة للجميع، وهو الشعار الذي رفعه الاستعمار البريطاني في شتى أقطار العالم الإسلامي، وعمل بكل قواه لتطبيقه على ارض الواقع.
ولمعالجة هذه العقبة نحتاج لزيادة وعي المسلمين بمخططات أعداء الإسلام، والعمل على إفشال تلك المؤامرات التي تحاك ضد وحدة الأمة ومصالحه، والوعي بمصالح الأمة وتقديمها على أي شيء آخر، وهذا يتطلب إنجاح أي حوار صادق وهادف بين أبناء الأمة الإسلامية.
ونختتم العقبات بعقبة انعدام الثقة المتبادلة بين المسلمين، نتيجة لتراكم الخلافات، والاستغراق في قضايا التاريخ، واجترار الماضي، وتوظيفه في الصراعات السياسية والاستقطابات المذهبية، وهو الأمر الذي يحول دون نجاح الحوار الإسلامي.
واستعادة الثقة يحتاج إلى برنامج عملي يقلل من الإرث التاريخي المتضخم، والالتفات إلى تحديات الواقع، واستشراف آفاق المستقبل.
الإسلام واحد على مستوى النص، لكنه متعدد على مستوى فهم الناس، ومن هنا تعددت المدارس والمذاهب .. كيف تفهمون العلاقة التي ينبغي أن تكون بين التعددية على المستوى المذهبي ومبدأ المواطنة؟
أتصور أن تعزيز مبدأ المواطنة بالمصطلح السياسي يعطي للجميع الحق في ممارسة الانتماء المذهبي، فالمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات تعني – فيما تعنيه – حق كل مواطن في ممارسة شعائره الدينية التي يعتقد بها دون خوف أو وجل، وهذا يساعد على ترسيخ السلم الأهلي، وتقوية الوحدة الوطنية.
ثم إن التعددية المذهبية تعني الاعتراف بوجود تنوع في الانتماء المذهبي في مجتمع واحد، أو دولة تضم مجتمعاً أو أكثر. ويستلزم ذلك احترام هذا التنوع وقبول ما يترتب عليه من اختلاف أو خلاف في الفروع أو غيرها.
وتعد المواطنة الصيغة الملائمة للتعبير عن ذلك في إطار مناسب، ويشكل يحول دون نشوب صراعات مذهبية تهدد سلامة المجتمع ووحدته.
وبالتالي فإن المواطنة المتساوية تضمن للجميع حرية التفكير والتعبير المذهبي، كما تضمن المساواة في ظل سيادة القانون، وبذلك تكون التعددية المذهبية تسير في سياقها الطبيعي باعتبارها ظاهرة طبيعية، وسمة ثابتة في جميع الأديان السماوية والوضعية.
الطائفية واحدة من المشكلات المعقدة في المجتمع الإسلامي المعاصر، كيف تنظرون إلى هذه المشكلة .. وما هي سبل الحل والمعالجة؟
الطائفية تؤسس لمشاكل مجتمعية متعددة، وتولد خطابات الكراهية والأحقاد، لذلك فهي من أخطر الآفات التي تهدد سلامة المجتمعات المسلمة، لأنها تقوم على أساس التحيز للطائفة بغير حق، وهضم حقوق الطوائف الإسلامية الأخرى، وهو خلاف العدل الذي أمر الله به سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ .
ويتطلب معالجة الطائفية تشخيص مسبباتها، والتي تتلخص في رؤية طائفة معينة أو فئة معينة أن لها الحق الكامل في الاستئثار بكل شيء، وحرمان الطوائف الأخرى من الحقوق المشروعة، وأنها تملك الحقيقة المطلقة بينما الآخرون ليسوا بشيء!
ويعد التوظيف السياسي للطائفية من أهم أسباب تقويتها، فتسييس الدين أو المذهب وتوظيفه لأهداف سياسية يساعد على تنمية الطائفية وانتشارها؛ لكنه في نفس الوقت يؤدي إلى تقسيم المجتمع، وزيادة الاستقطاب الطائفي فيه، وهو الأمر الذي يهدد سلامة المجتمع ووحدته.
ولمعالجة الطائفية يجب البدء بالمعالجة الدينية حيث تأمر التوصيات والتعاليم الدينية بالعدل والإحسان والإنصاف حتى مع المخالف، وحرمة التعدي على حقوق الآخرين، أو الإساءة إليهم، أو سلب حقوقهم.
كما أن تحقيق المواطنة المتساوية، والتي يتساوى في ظلها الناس الذين يعيشون في ظل نظام سياسي واحد، بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وأصولهم وتوجهاتهم يقضي على الطائفية أو يقلل من نموها على أقل تقدير.
ومن المعالجات المهمة أيضاً لمرض الطائفية: الإقرار بالتعددية المذهبية والفكرية، وقبول ما يترتب على هذا الإقرار من حقوق مشروعة، وضمان الحرية الفكرية لجميع المواطنين، وهو الأمر الذي يُسهم في التخفيف من آثار الطائفية السلبية، ويساعد على ضمورها.
كما يجب سن قانون يجرم التحريض على الكراهية، ووضع قانون واضح ومفصل للذين يشملهم عقاب التحريض على الكراهية، أو يدعو للطائفية سيسهم بصورة كبيرة في القضاء على الطائفية ودعاتها.
ومن المهم للغاية خلق ثقافة جديدة للحوار الجاد في الوسط الاجتماعي، والعمل على إشاعة جو إيجابي للقبول النفسي والفكري بالطوائف الأخرى التي تعيش في ظل نظام سياسي واحد، وتجاوز النظرة الأحادية للأمور، وخلق وعي حقوقي سيساعد كثيراً على الانسجام بين مختلف الطوائف، والقضاء على الطائفية بمعناها السلبي.
بقي أن نقول إن التأكيد على محورية الإسلام كدين جامع لجميع المسلمين، وإحياء مفهوم الأخوة الإسلامية، وتعزيز المواطنة التي تعني المساواة في الحقوق والواجبات، والتكافؤ في الفرص، وتطبيق القانون على الجميع، وإلغاء كافة أشكال التمييز بين المسلمين، باعتبار أن المسلم أخو المسلم، وكل المسلم على المسلم حرام، عرضه وماله ودمه كما ورد عن رسول الله 0ص)، كل ذلك كفيل بتعزيز الوحدة الإسلامية، وضمورالطائفية، والارتقاء بالاجتماع الإسلامي نحو المزيد من التقارب والتعايش بين مكوناته المختلفة.
كيف تتصور علاقة الإعلام بوسائله المتعددة، وقضية الحوار الإسلامي – الإسلامي؟
أصبح الإعلام بوسائله المتعددة في وقتنا المعاصر من أشد الوسائل تأثيراً في صناعة الرأي العام، وتوليد قناعات لدى الناس، وتحريك عواطف ومشاعر الجماهير، وهو الأمر الذي يفسر لنا اهتمام الجميع بوسائل الإعلام المختلفة، وإنفاق مئات الملايين من الدولارات على امتلاك الوسائل الإعلامية.
ومن غير المبالغة القول بأن الإعلام المعاصر يمتلك القدرة على تشكيل ثقافة عامة عند الرأي العام، وإنتاج سلوكيات جديدة عند الأفراد والمجتمعات، وهذا ما يعطي للإعلام أهمية قصوى وخطيرة في الوقت ذاته؛ إذ تنبع أهميته من قدرته على التأثير والتغيير، أما خطورته فتنشأ من قدرته على تزييف الحقائق، وتزيين الباطل، وقلب الأمور رأساً على عقب!
ومما سبق، يتضح بجلاء العلاقة الطردية بين وسائل الإعلام المختلفة، ومسألة الحوار الإسلامي – الإسلامي، فالإعلام الملتزم بمسألة الحوار الإسلامي؛ والذي رسالته المحبة والتقارب والتعايش بين المسلمين، وزرع الثقة فيما بينهم، وتقوية الوحدة الإسلامية، وتعزيز مفهوم الأخوة الإسلامية سيكون حافزاً قوياً نحو تقوية نهج الحوار والتحاور والتحابب بين المسلمين.
أما الإعلام الطائفي، والذي رسالته التفرقة بين المسلمين، وتضخيم نقاط الاختلاف بينهم، وزرع الكراهية والأحقاد بين أتباع المذاهب الإسلامية، فإن مثل هذا الإعلام سيكون معول هدم للوحدة الإسلامية، وعاملاً قوياً لإفشال أي حوار إسلامي بين أتباع المذاهب الإسلامية.
وللأسف الشديد فإن الإعلام الطائفي الذي بدأ يتعاظم دوره بمختلف الأوعية والوسائل الإعلامية أخذ يؤثر سلباً على أي حوار إسلامي – إسلامي؛ فالهدم أسهل بكثير من البناء، فما يمكن أن يبنيه أصحاب الحوار والوحدة في سنوات يمكن لأصحاب الفرقة والشقاق أن يهدموه في أيام معدودة!
ويمكن لأي مراقب لأداء الوسائل الإعلامية المختلفة أن يلحظ وبدون عناء ضعف الإعلام الهادف والملتزم برسالة الوحدة والحوار في الأمة، وتزايد القنوات الفضائية وغيرها من الأوعية الإعلامية التي تسهم في صناعة الكراهية بين المسلمين.
وبالتالي فإن أول خطوة يجب التفكير فيها إذا ما أردنا بناء جيل جديد يؤمن بالحوار والتحاور، والتعايش بمحبة وصفاء بين المسلمين في كل مكان، أن نصنع إعلاماً قوياً وفعالاً ومؤمناً برسالة الحوار الإسلامي – الإسلامي، والتقارب والتعاون بين أتباع المذاهب الإسلامية، بما يساهم في تهيئة الأرضية الصلبة لنجاح أي حوار إسلامي – إسلامي بحيث يستطيع التوصل إلى نتائج فعلية وعملية يمكن من خلالها الارتقاء بمسيرة الأمة الإسلامية، وبعث الروح النهضوية للانطلاقة الحضارية الكبرى.