تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 29 شعبان 1433هـ الموافق 20 يوليو (تموز) 2012م، في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف عن أهمية إصلاح النفس، وجعل شهر رمضان المبارك بداية لفتح صفحة جديدة في مسيرة حياتنا.
وأضاف قائلاً: إن شهر رمضان الفضيل أفضل فرصة لتغيير الذات وإصلاح النفس وتهذيبها، فالأجواء الإيمانية والروحانية التي يشعر بها الصائم في شهر رمضان المبارك لا تتوافر في غيره بنفس الدرجة والاستعداد الداخلي للتغيير الذاتي.
معتبراً إن إصلاح النفس بحاجة إلى إرادة صلبة ورغبة في التغيير ومداومة على رياضة الروح، يقول أمير المؤمنين : ((لا تترك الاجتهاد في إصلاح نفسك فإنه لا يعينك عليها إلا الجد))
ثم أشار سماحة الشيخ عبد الله اليوسف إلى أهمية تقوية الجانب الروحي والمعنوي، ومعرفة عيوب الروح ونواقصها، والارتقاء بها نحو الكمال والسمو والرفعة، فإذا طابت الروح طاب الجسد، وإذا مرضت الروح مرض الجسد. لذلك من المهم للغاية تغذية الروح بالأعمال الصالحة، وشهر رمضان المبارك فرصة لزيادة الإقبال على الله تعالى، والمداومة على تلاوة القرآن الكريم، وقراءة الأدعية المأثورة كدعاء الافتتاح ودعاء السحر ودعاء أبي حمزة الثمالي وغيرها من الأدعية الواردة عن أئمة أهل البيت .
وأوضح سماحته أن صوم شهر كامل هو بمثابة دورة مكثفة يتدرب فيها الصائم على كبح شهواته وغرائزه، وضبط تصرفاته وسلوكياته، والتحكم في أهوائه وميوله بما يجعله قادراً على التحكم في كل وقت فيما يواجهه في حياته من إغراءات وإغواءات شيطانية أومصاعب ومشاكل حياتية إذا ما تحول الصوم إلى تربية روحية وأخلاقية وليس مجرد عادة تعودنا عليها.
واختتم سماحة الشيخ اليوسف خطبته بأن الصوم برنامج عبادي وتربوي وسلوكي وأخلاقي يمكن من خلاله أن يغير الإنسان من ذاته نحو الأحسن والأفضل، ويتحول إلى إنسان مؤمن وفاعل وملتزم بواجباته الدينية والأخلاقية.