تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في ذكرى ميلاد الإمام الحسن ليلة السبت 15 رمضان 1433هـ الموافق 3 أغسطس 2012م في جامع الكوثر بمدينة صفوى عن شخصية الإمام الحسن المجتبى والذي هو سبط رسول الله وريحانته، وشبيهه في حلمه وجوده وكرمه وسخائه حتى لقب بكريم أهل البيت لكثرة عطائه وكرمه، وقد جمع الإمام الحسن في شخصيته المباركة شرف النبوة والإمامة، وشرف الحسب والنسب.
ثم أشار سماحته إلى ما واجهه الإمام الحسن من حرب نفسية تمثلت ببث الشائعات والأكاذيب حول شخصيته العظيمة للنيل من مكانته وفضله وتشويه شخصيته، وإبعاد الناس عنه.
مضيفاً أن الشائعات لعبت دوراً سلبياً في معنويات جيش الإمام الحسن وتضعضه، مما اضطر الإمام لاحقاً إلى الصلح مع معاوية، وقد بث الإعلام الأموي أن الإمام الحسن قد صالح معاوية - قبل الصلح - وأن الله حقن به الدماء، مما أدى إلى هجوم البعض على خيمته، وسلب ما فيها، بل ومحاولة قتله! كما بث الإعلام الأموي أن قيس بن سعد قائد جيش الإمام الحسن -وكان رجلاً شجاعاً وتقياً ووفياً لأهل البيت- قد صالح معاوية وانحاز إلى معسكره، وإشاعة أخرى بأنه قد قتل!
ومن الشائعات والأكاذيب التي روجت للنيل من شخصية الإمام الحسن أنه كان مزواجاً ومطلاقاً، فقد رووا أن الإمام قد تزوج سبعون امرأة. وقيل: تسعون. وقيل: مئتان وخمسون. وقيل: ثلاث مئة!!
وهذه الشائعات وغيرها كانت تستهدف النيل من شخصية الإمام الحسن وأئمة أهل البيت، وإبعادهم عن الساحة، وعزل الناس عنهم.
وأوضح سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أن للشائعات - قديماً وحديثاً- دوراً مؤثراً في إحداث الفتن الاجتماعية، وبث روح الفرقة بين الناس، وإسقاط شخصيات ورموز المجتمع، فغالباً ما تستهدف الشائعات الشخصيات البارزة والرموز الدينية، ورجال الاصلاح والخير.
معرفاً الشائعة بأنها تشمل الأخبار أو المعلومات التي يتناقلها الناس دون أن تكون مرتكزة إلى مصدر موثوق به؛ بل غالباً ما تكون مختلقة، ولا أساس لها من الصحة.مستدركاً أن بعض الشائعات قد تحتوي على نسبة من الصحة حتى يصدقها الناس، كما أن الشائعة تجمع بين الأهمية والغموض ليسهل تمريرها للرأي العام.
وفي نهاية كلمة سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف أشار إلى كيفية التعامل مع الشائعات مطالباً بالتبين من الحقيقة، والبحث عن المصدر تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾.
مؤكداً على أهمية عدم تصديق كل ما يقال وينشر ويتداول عبر الواتس آب أو البلاك بيري أو الرسائل النصية وغيرها؛ فالعاقل يفكر فيما يقال له، ولا يصدق كل شيء (( حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له)).
محذراً من الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب التي تروج لضرب وحدة المجتمع وتماسكه، مطالباً بعدم المساهمة في نشر الشائعات، والتأكد مما يصل لكل واحد منا قبل إعادة نشره، وفي نفس الوقت المساهمة في نشر الأخبار الإيجابية، والمعلومات المفيدة التي تخدم المجتمع ووحدته.
وختم كلمته بضرورة التحلي بالعلم والوعي والبصيرة، لأنها الضمان لعدم الوقوع ضحية للشائعات التي أخذت في التكاثر بفعل الوسائل الحديثة. فكلما كان الإنسان أكثر علماً، وأكثر وعياُ، استطاع أن يميز بين الشائعات والأكاذيب والافتراءات التي تنشر، وبين المعلومات الصحيحة، والأخبار الموثوقة، والأفكار الإيجابية.