سماحة الشيخ اليوسف يلقي الخطبة أمام المصلين (أرشيف)
|
قال سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في خطبة يوم الجمعة غرة محرم الحرام 1434 هـ الموافق 16 نوفمبر 2012 م إن من أهم الأمور التي نستفيدها من ذكرى عاشوراء الحسين هو تنمية التدين والإيمان والتقوى عند الناس، واستذكار القيم الروحية والمعنوية، وزيادة الارتباط بالأجواء الدينية، و تعميق التمسك بمنهج وفكر أهل البيت .
وأوضح سماحته إن من أهداف ثورة الإمام الحسين مواجهة تزييف وتحريف المفاهيم الدينية، وبيان الإسلام الأصيل، وفضح أدعياء الدين؛ الذين يتظاهرون بالشعائر الدينية لكن أفعالهم لا تعكس التزامهم بالدين وقيمه ومبادئه ومفاهيمه ومثله العليا؛ بل يفعلون عكس ما تأمرهم به التعاليم الإسلامية.
مبيناً أن هناك فرقاً كبيراً بين التدين الحقيقي والتدين القشري، فالمتدين الحقيقي يركز على جوهر الدين، ويلتزم بالإسلام عقيدة وعبادة وسلوكاً ومعاملة حسنة مع الآخرين، أما المتدين القشري فيهتم بالشكليات ويتشدد فيها ويهمل الأمور الجوهرية في الدين ويتساهل بها!
وأشار الشيخ اليوسف إلى أن للتدين الحقيقي معايير وضوابط معينة ومنها: الالتزام بكل الدين، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والالتزام بالصدق في الحديث، وأداء الأمانة، ورد الحقوق لأصاحبها، وعدم الإساءة إلى الآخرين، انطلاقاً من قول رسول الله : (( الدين المعاملة)).
وأضاف سماحته قائلاً: أما المتدين القشري فهو خلاف ذلك تماماً، إذ يلتزم بأجزاء من الدين ويترك الأجزاء الأخرى، كما قال تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ ومن يركز على الشكليات والمظاهر، ولا يهتم بجوهر الدين، ولا يلتزم بأخلاق المسلم، ويسيء إلى الآخرين، ولا يتورع عن اسقاط من يخالفه في الرأي أو المنهج تنطبق عليه الآية الكريمة.
وضرب سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف بعض الأمثلة على عدم التزام القشريين بتعاليم الدين في التعامل وأداء الحقوق، كعدم الوفاء بالديون، وخداع الكفيل بالكفالة مع نية عدم السداد ليقوم الكفيل بأداء ما على المكفول من حقوق مالية، وتعليق المرأة لسنوات طويلة من دون الرجوع إليها مع رفض تطليقها انتقاماً منها خلافاً لقوله تعالى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ والإساءة إلى المجتمع أو الجيران أو الأهل أو الأصدقاء .... وغير ذلك من التصرفات والسلوكيات التي تكشف عن التدين القشري، وعدم الالتزام بكل مفاهيم وتعاليم الإسلام.
وفي ختام الخطبة أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى خطورة تزييف المفاهيم الدينية، وتحريف التعاليم الإسلامية، معتبراً أن ذلك من أسباب تأخر الأمة وضعفها، وأن ذلك الضعف أحد أسباب تجرؤ إسرائيل على قتل الأطفال والنساء في قطاع غزة، مستنكراً ومديناً الهجوم الإسرائيلي الوحشي على الأبرياء من النساء والأطفال في غزة؛ ومطالباً الأمة بالالتزام بكل تعاليم وقيم الإسلام كي تكون عزيزة وقوية ومقتدرة وقادرة على مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين.