إن حاجة المجتمع الإنساني إلى الحوار بين أفراده، تعد حقيقة من الحقائق التي لا غنى لأي مجتمع يبحث عن التطور والتحضر والتقدم، فالحوار المستند إلى أسس موضوعية، والمرتكز على أخلاقيات وآداب الحوار هو الذي يساهم في إنماء السلم المجتمعي، ويثري ثقافة التسامح والقبول بالرأي والرأي الأخر .

وقد أكدت تعاليم الإسلام وتوصياته على أهمية الحوار بين الناس كافة، ومنهم أتباع الديانات والمذاهب والمدارس الفكرية المختلفة، فالتنوع في جميع  صوره هو من جماليات هذا الكون الفسيح، وهو الذي يضمن الحفاظ على وحدة الأمة والمجتمع في إطار التنوع، فالوحدة تبني عندما يحترم التنوع، ويحافظ على خصوصيات التعدد.

ومن المؤسف حقاً أن يتحول  الاختلاف في الرأي، أو الحوار عندما يفقد أخلاقياته إلى محفز من محفزات الخصام والعداوة، وهو مظهر من مظاهر عدم النضج الاجتماعي، والذي يجب أن نعمل على تجاوز هذه الظاهرة السلبية في مجتمعاتنا حتى يبقى الحوار مساهماً  في إثراء المعرفة والفكر والثقافة.

وهذا الكتاب الذي بين يديك يسلط الأضواء على هذا الموضوع، محاولاً وضع الحلول المناسبة للارتقاء بالحوار البناء الذي يساهم في تنمية الوحدة المجتمعية.

وفي الختام .. نسأل المولى عز وجل أن يوفق مؤلف هذا الكتاب الأخ الشيخ / حسن بن علي منصور الغسرة   دام موفقاً إلى المزيد من العطاء والإنتاج الثقافي، وأن يضاعف له الأجر والثواب، وأن يكون في ميزان أعماله إنه سميع مجيب الدعاء.
 والله المستعان

عبد الله أحمد اليوسف 
10/9/1425هـ
25/10/2004م