سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
|
أوضح سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في الخطبة الأولى من صلاة عيد الفطر المبارك في غرة شوال 1435هـ الموافق 29 يوليو 2014م فلسفة وغايات العبادات والتشريعات الإسلامية، مبيناً أن للعبادات والتشريعات في الإسلام حِكَماً وأهدافاً مهمة، بهدف بناء شخصية الإنسان المسلم، وتشييد المجتمع الصالح، ونشر الأخلاق والقيم والآداب الإسلامية.
وبيَّن سماحته أن القرآن الكريم والسنة الشريفة فيها تبيان للهدف والغاية من العبادات والأحكام والتشريعات الإسلامية، فهدف الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ وهدف الصوم بناء التقوى كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ وهدف الصدقة التطهير والتزكية كما في قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ﴾ وهدف الزكاة القضاء على الفقر والحاجة كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ والهدف من تلاوة القرآن الكريم التدبر فيه والعمل بما أمر به كما في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ .
وأكد سماحة الشيخ اليوسف على أهمية المحافظة على المكتسبات الإيمانية والمعنوية التي استفدنا منها أيام شهر رمضان المبارك، وأن يكون يوم العيد بداية جديدة للمداومة على إتيان الأعمال الصالحة، وتنمية الرصيد الروحي والأخلاقي والاجتماعي.
وأشار سماحته إلى أن للعيد تجليات ومظاهر روحية وعبادية واجتماعية وأخلاقية يجب أن نحافظ عليها، وألا نحوله إلى يوم للمعصية من خلال الغناء واللعب واللهو المحرم.
وختم خطبته الأولى بالقول: إن يوم العيد هو يوم فرح لمن وفقه الله تعالى لصيام شهر رمضان، وقيام لياليه، واغتنامه في الطاعات والأعمال الصالحة، وأن مجتمعنا بحاجة إلى إشاعة الفرح والسرور لمواجهة ضغوط الحياة ومشاكلها ومصاعبها، وللتقليل من المشاكل النفسية والعصبية الآخذة في الانتشار بين الناس.
وفي الخطبة الثانية أشار سماحته إلى المخاطر والتحديات التي تواجه المجتمع، وتهدد سلامته الأخلاقية والقيمية، بسبب وجود فيروسات غير أخلاقية تنشر كل ما هو قبيح ومحرم في المجتمع، مشيراً إلى أن من أبرز تلك المخاطر والتحديات خطر الانحرافات الأخلاقية والسلوكية الآخذة في الانتشار، والتي من علاماتها تزايد الانحرافات الأخلاقية والسلوكية كالاغتصاب والتحرش، وكجرائم السرقة والاعتداء على حقوق الآخرين وممتلكاتهم.
وأوضح سماحته أن الخطر الثاني الذي يهدد سلامة المجتمع خطر انتشار المخدرات بين الشباب والفتيات، وهو الأمر الذي يدمر جيل الشباب ويقضي على مستقبلهم، ويخلق العديد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، داعياً الآباء والأمهات إلى الاهتمام بمراقبة أولادهم، وتوجيههم نحو أماكن العبادة والذكر كالمساجد والحسينيات، وحثهم على اختيار أصدقاء جيدين، وتجنب أصدقاء السوء، وتوليد البيئة الصالحة للتربية على القيم والأخلاق.
وبين سماحة الشيخ اليوسف الخطر الثالث وهو خطر وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر، وما يبث من خلالها من أفكار منحرفة، وما تهيئه من وسائل وأدوات تقنية لنشر المحرمات والرذائل الأخلاقية، مستطرداً أن الوسائل الحديثة لا تحمل بذاتها خيراً أو شراً ولكن يمكن الاستفادة منها في الخير والشر، لكن المشكلة أن بعض المراهقين والشباب ينساقون وراء الأمور الخادشة للحياء والمحرمة.
وشدد سماحته على أهمية الاهتمام بالتربية والتعليم لمواجهة هذه المخاطر التي تهدد السلامة الاجتماعية، وصناعة البيئة الصالحة لأنها تساعد على خلق الأجواء الإيجابية لبناء الإنسان المؤمن، والمجتمع الصالح.
ودعا سماحته إلى إيجاد البرامج المفيدة للشباب حتى يمكن استقطابهم نحو الدين، وجلبهم نحو القيم والأخلاق والآداب الإسلامية.