سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة على المصلين (أرشيف)
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 2 ذو القعدة 1435هـ الموافق 29 أغسطس 2014م على أن الزواج الناجح يرتكز على المحبة والمودة والاحترام المتبادل وأداء الحقوق والواجبات وتفهم وجهات نظر شريك الحياة، وأن هذه الركائز من أبرز مقومات وعوامل النجاح والسعادة في الحياة الزوجية والأسرية، بينما الزواج الفاشل يفتقر إلى تلك المقومات والعوامل والركائز مما قد يؤدي إلى الانفصال والطلاق.
واعتبر سماحته أن المقوم الأول لأي زواج ناجح هو وجود المحبة والمودة والرحمة والشفقة بين الزوجين، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ فالزواج الناجح يتولد منه المودة والمحبة، والرحمة والعطف والشفقة، وهو عامل ومقوم رئيس في نجاح الزواج، واستقرار الأسرة وتماسكها.
وأضاف قائلاً: إن غياب المحبة والمودة يؤدي إلى حدوث الخلافات بين الزوجين، وإلى خلل في البناء الأسري، وتوتر في الأعصاب، وقلق دائم ومستمر؛ وربما أدى ذلك إلى فشل الزواج.
ثم تحدث سماحته عن المقوم الثاني لبناء حياة زوجية ناجحة وهو تعزيز الحوار الإيجابي بين أفراد الأسرة، وتفهم كل طرف لشريك حياته، ومعرفة سمات وخصائص شخصيته، والتكيف والملاءمة مع شريك الحياة حتى تستمر الحياة الزوجية بعيداً عن المشاكل والتوترات والمنغصات التي تجلب الشقاء والتعاسة.
وانتقد سماحته فرض بعض الأزواج آراءهم الفكرية والثقافية على زوجاتهن، معتبراً أنه ليس من حق الرجل فرض وصايته الفكرية على المرأة، بيد أن المرأة إنسان كامل الأهلية، ولها حق إبداء آرائها المستقلة عن زوجها، وأن هذا لا يتعارض مع مفهوم القيمومة، لأنها تعني تحمل الرجل مسؤولية إدارة العائلة وليس فرض الوصاية على أفراد العائلة.
ودعا سماحته إلى الاحترام المتبادل بين الزوجين، وبينهم وبين باقي أفراد العائلة، فالاحترام المتبادل بينهم يقوي أواصر الحياة الزوجية، ويساعد على تجاوز أية خلافات أو مشاكل قد تحدث في مسيرة الحياة الزوجية؛ كما يؤدي إلى تماسك الأسرة وتقويتها.
ورأى سماحته أن غياب الاحترام المتبادل يؤدي إلى الكراهية والنفور بين الزوجين، ويترك ذلك أثره السلبي على تنشئة وحياة الأطفال ومستقبلهم.
وتطرق سماحة الشيخ اليوسف في خطبته إلى وجوب أداء الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين كعنصر هام في نجاح الحياة الزوجية، وأن أي إهمال أو تقصير أو تخلٍ عن المسؤولية تجاه تلك الواجبات والحقوق الزوجية بسبب العديد من المشاكل الأسرية، وربما يؤدي إلى الانفصال.
وحذر سماحته من تزايد وتيرة الطلاق في المجتمع، مشيراً إلى الارتفاع المطرد في عدد حالات الطلاق والانفصال بسبب غياب عوامل وركائز النجاح في الحياة الزوجية، وضعف الثقافة الزوجية، ووجود مدمرات لكيان الأسرة وتماسكها.
ونبّه سماحة الشيخ عبدالله اليوسف من خطر الإعلام الفاسد واللهوي على حياة الأسرة المسلمة، كما أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الاتجاه السلبي كإقامة علاقات غير مشروعة يؤدي إلى غياب الثقة بين الزوجين، وربما الطلاق كما حدث في حالات عديدة.
وختم سماحته خطبته بالحديث عن أن من مدمرات كيان الأسرة وجود بيئة فاسدة تساعد على تفكك الأسرة، داعياً إلى الاهتمام بتنقية الأجواء الاجتماعية من الملوثات المفسدة للقيم والأخلاق بما يؤدي إلى صناعة بيئة صالحة تساهم في تقوية الأواصر الأسرية، وتربية الأطفال في بيئة صالحة.