مشيداً بمبادرة البر بالوالدين
الشيخ اليوسف: الإحسان والبر بالوالدين من أفضل الأعمال

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 21 جمادى الأولى 1436هـ الموافق 13 مارس 2015م عن فضيلة الإحسان إلى الوالدين والبر بهما، وقد أشار القرآن الكريم لذلك في قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً .

وأضاف سماحته: إن الإحسان إلى الوالدين في حال حياتهما له صور متعددة كالتلطف معهما في الكلام، والجلوس معهما، وزيارتهما، وإهدائهما ما تيسر من هدايا رمزية بين الفينة والأخرى لإدخال السرور في قلبيهما.

وبيّن سماحته أوجه وصور الإحسان إلى الوالدين بعد وفاتهما كأداء بعض الأعمال العبادية عنهما كقضاء بعض الصلوات والصيام والحج عنهما -ولو بالاستئجار لهما- من يؤدي عنهما تلك الأعمال، وبناء المشاريع الخيرية باسمهما كتشييد المساجد والمراكز الإسلامية، وطباعة الكتب المفيدة، أو شراء المطبوع منها وتوزيعه، وإهداء ثواب تلك الأعمال لهما، فقد روي عن رسول الله قوله: ((إذا مات المؤمن انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ))  وقوله : ((خمسة في قبورهم وثوابهم يجرى إلى ديوانهم : من غرس نخلاً، ومن حفر بئراً، ومن بنى لله مسجداً، ومن كتب مصحفاً، ومن خلف ابناً صالحاً )).

وقال الإمام الصادق : ((يدخل على الميت في قبره: الصلاة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء، ويكتب أجره للذي يفعله وللميت )).

وقال أيضاً: ((من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً أضعف الله له أجره ونفع الله به الميت )).

وقال النبي : ((ما يمنع أحدكم أن يبر والديه حيين وميتين: يصلي عنهما ويتصدق عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله ببره خيراً كثيراً)).

وحث سماحته على زيارة المقابر وقراءة سورة الفاتحة، وما تيسر من تلاوة القرآن الكريم، وإهداء ثواب ذلك لروحهما، فإن ذلك مما ينفع الميت في قبره. فعن داود الرقي قال: قلت لأبي عبد الله يقوم الرجل عند قبر قريبه أو غير قريبه هل ينفعه ذلك؟

قال: نعم إن ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهدية يفرح بها .

وأشاد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف بمبادرة (البر بالوالدين) التي قام بهما مجموعة من الشباب الفاعلين اجتماعياً، لتذكير الناس بفضيلة وأهمية الإحسان إلى الوالدين، والبر بهما، في حياتهما، وبعد مماتهما.

فقد روي عن الإمام الباقر قال: سئل رسول الله من أعظم حقاً على الرجل؟

قال : والداه .

وقال : إن الرجل يكون باراً بوالديه وهما حيان، فإذا لم يستغفر لهما كتب عاقاً لهما، وإن الرجل ليكون عاقاً لهما في حياتهما فإذا ماتا أكثر الاستغفار لهما فكتب باراً .

وقال الصادق : من أحب أن يخفف الله عنه سكرات الموت، فليكن بقرابته وصولاً، وبوالديه باراً، فإذا كان كذلك هون الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً

 وانتقد سماحته تغافل البعض من الأولاد عن بر الوالدين، ونسيان ما قاما به من تعب التربية والتنشئة، وأن ذلك يعبر عن عدم الوفاء لحقوق الوالدين، والتقصير تجاههما.

وتابع قائلاً: أما عقوق الوالدين فهو أمر منهي عنه، وقد ورد في النهي عنه مجموعة من الروايات منها: ما ورد عن النبي أنه قال: ((ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من عق والديه ))  وقوله : ((ألا من عق والديه، فلعنة الله عليه )) .

وختم سماحته خطبته بالدعوة للمشاركة في فعالية (البر بالوالدين) للتعبير عن الحب والوفاء لهما، ورد بعض الجميل لهما، معتبراً أن ذلك من أبسط ما يجب القيام به تجاه الوالدين، حاثاً الجميع على زيارة المقابر في يوم الجمعة القادمة لتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم، وإهداء ثوابه لروح الوالدين والأرحام.

 

اضف هذا الموضوع الى: