سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)
|
استهجن سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته يوم الجمعة 14 شوال 1436هـ الموافق 31 يوليو 2015م ما حدث في أحد المجمعات التجارية في القطيف من رقص وغناء صاخب أمام الجمهور، واعتبر أن ذلك يتعارض مع القيم والثوابت الدينية والأخلاقية والمسلمات الاجتماعية، داعياً القائمين على الفاعليات الاجتماعية والأنشطة الثقافية إلى تصحيح الوضع، وعدم تكرار مثل هذه الأعمال المحرمة شرعاً وعرفاً.
وأضاف سماحته قائلاً: إن منطقة القطيف التي عرفت منذ آلاف السنين بالحضارة والعلم والأدب والإيمان لا يصح أن يقع فيها مثل تلك الأعمال المتعارضة مع أحكام الدين وثوابته، ومع ثقافة المجتمع وهويته وتاريخه.
وشدد سماحته على أهمية أن تكون الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية معبرة عن هوية المجتمع القطيفي المعروف بالتدين والتمسك بثوابت الإسلام والولاء لأئمة أهل البيت الأطهار.
ودعا سماحته الجميع إلى القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث أن الأمر بالمعروف في الواجبات واجب، وفي المستحبات مستحب، والنهي عن المنكر في المحرمات واجب، وفي المكروهات مستحب.
واستدل سماحته على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالآية الكريمة: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشير إلى مفهوم الرقابة الاجتماعية العامة التي تحفظ للفرد والمجتمع سلامته واستقراره وسعادته ونقاءه وصفاءه. وبما أن الجميع -في التصور الإسلامي- يتحمل مسؤولية الحفاظ على إشاعة المعروف ومنع المنكر فإن ذلك يمثل صمام الأمان ضد أية محاولات للعبث بسلامة المجتمع أو المساس بالقيم الأخلاقية فيه.
وأكد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف على أن البيئة الصالحة في المجتمع تساعد على بناء جيل صالح، بينما البيئة الفاسدة تساعد على بناء جيل فاسد.
وشدد على أن السكوت عن المنكرات والمحرمات والموبقات يجعلها مع مرور الزمن وكأنها ليست بمنكرات، وتصبح عادية في نظر أغلب الناس، بينما التصدي للمنكرات والموبقات والفواحش يمنع من انتشارها في المجتمع.
وبيّن سماحته أن النهي عن المنكر بعني محاربة كل قبيح، وكل باطل، وكل فساد، يقول الإمام علي : (( فرض الله تعالى النهي عن المنكر ردعاً للسفهاء )).
وقد روي عن رسول الله أنه قال: (( إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له )).
فقيل: وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟
قال: ((الذي لا ينهى عن المنكر )).
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى ضرورة التمييز بين إيجابيات الفعاليات الاجتماعية والأنشطة الثقافية وسلبياتها، وألا نخلط بينهما، ونعمم الأمور بلا دليل أو منطق.
وأوضح سماحته بعض إيجابيات الفعاليات الاجتماعية الزاخرة في المجتمع القطيفي وتعددها وتنوعها، وأن المنطقة حافلة بالعديد من تلك الأنشطة والفعاليات التي تحتوي على إيجابيات وفوائد عديدة من قبيل: تعريف المجتمع بتاريخه وثقافته وهويته، وتحفيز الطاقات الشبابية على الإبداع والعطاء، وإيجاد حراك اجتماعي وثقافي متميز، وتوفير قنوات للترويح والترفيه المباح عن النفس.
وتابع سماحته قائلاً: إن ذلك لا يعني عدم وجود بعض السلبيات والأخطاء التي يقع فيها بعض العاملين في المجال التطوعي والاجتماعي، داعياً إلى أهمية المراجعة النقدية، والاستفادة من آراء الناس وملاحظاتهم.
وتطرق سماحته إلى مجموعة من النقاط المهمة التي تساهم في إنجاح الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية والتي من أهمها:
1- أن تكون الفعاليات معبرة عن الهوية الحضارية والثقافية للمجتمع.
2- ألا تتعارض الأنشطة والفعاليات مع الثوابت الدينية والأخلاقية، والمسلمات الاجتماعية.
3- أن يكون الهدف منها واضحاً ومحدداً من قبل القائمين على الفعاليات والأنشطة الاجتماعية حتى تصل الرسالة بوضوح للناس.
4- التطوير والتجديد والإبداع في الأعمال الاجتماعية والمناشط التطوعية والخيرية والثقافية.
وشدد سماحة الشيخ اليوسف في نهاية خطبته على أهمية المحافظة على ثوابت الدين وقيم المجتمع، وإظهار الهوية الحضارية والثقافية لمنطقة القطيف الموغلة في التاريخ، والتي لها عمق حضاري يمتد لآلاف السنين.