سماحة الشيخ اليوسف يتحدث إلى المصلين (أرشيف)
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 5 ذو القعدة 1436هـ الموافق 21 أغسطس 2015م على أن الحج ركن من أركان الدين، ودعامة من دعائم الإسلام، ووجوبه على كل مستطيع من ضروريات الدين، وتركه أو التسويف في أدائه معصية كبيرة يأثم عليها صاحبها، إذ يجب الحج في أول سنة استطاعة المكلف، ولا يجوز له التأخير أو التسويف، وإذا أخر الحج عن السنة الأولى من دون عذر شرعي عصى وأثم، واستقر الحج في ذمته.
وأضاف سماحته قائلاً: إن من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان المؤمن أن يوفق للحج من أول سنه استطاعته، ليؤدي هذا الواجب بنص القرآن الكريم ﴿ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾.
ونبه سماحته الذين يسوفون ويؤجلون أداء فريضة الحج سنة بعد أخرى بأنهم قد لا يستطيعون الحج فيما بعد لأسباب عديدة، فقد يمرض الإنسان، أو يصاب بعاهة، أو يفتقر، أو يموت، ولذلك قال الرسول الأكرم : ((حجوا قبل أن لا تحجوا )).
وبيّن سماحته أن عاقبة من يسوف الحج من دون عذر شرعي سيئة، فقد روي عن الرسول الأكرم (ًص): ((من سوّف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً)).
وذكر سماحة الشيخ اليوسف إلى أنه قد ورد في القرآن الكريم كلمة (الحج) في عشرة مواضع، وفي كل آية يبين الله سبحانه وتعالى جانباً من أحكام هذه الفريضة المهمة من فرائض الإسلام.
وأشار سماحته إلى أن التسويف آفة النجاح في الدنيا وعدم الفلاح في الآخرة، وأن المسوف يخسر الكثير من فرص التقدم والعطاء والإنجاز، فالمسوف - عادة - ما يكون ضعيف الإرادة، خائر العزيمة، وليس عنده همة عالية، ولا مثابرة أو مبادرة لإنجاز أي عمل.
ولفت سماحته إلى أن أئمة أهل البيت الأطهار كانوا يحرصون أشد الحرص على أداء الحج في كل عام ليبينوا للحجاج مسائل الحج، ويوضحوا لهم مفاهيم ومعاني الحج؛ فالإمام على كان يحج في كل عام ويصطحب معه ولديه الحسن والحسين ، كما أن الإمامين الحسن والحسين حج كل واحد منهما عشرين حجة مشياً على أقدامهما، أما الإمام السجاد فقد حج أربعين حجة، وبعضها كان مشياً على قدميه.
وختم سماحته خطبة يوم الجمعة بالدعوة إلى الالتزام بأداء الفرائض والواجبات، ومنها فريضة الحج، وعدم التساهل أو التسويف أو التأجيل عن أداء ما أوجبه الله تعالى على عباده، بل يجب المسارعة إلى أداء كل فريضة في وقتها المحدد لها.