سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة في المسجد 1436هــ (أرشيف)
|
قال سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 2 محرم الحرام 1437هـ الموافق 16 أكتوبر 2015م إن هدف الإرهابيين من تهديداتهم المتكررة لشيعة المنطقة بالقيام بأعمال إرهابية ضدهم هو صناعة الخوف والرعب عند الناس لإبعادهم عن منهج الإسلام المحمدي الأصيل، وعن ثقافة وفكر ومنهج أئمة أهل البيت الأطهار.
وأضاف قائلاً: إن علينا ألا نخاف من تهديداتهم الإرهابية ولكن يجب أخذ الحذر والحيطة تحسباً من قيام أي شخص مشبوه أو إرهابي يسعى للقيام بعمل إجرامي ضد المؤمنين في المساجد أو الحسينيات أو الأماكن العامة.
وتابع بالقول: إنه ينبغي تكثيف الحضور في المساجد والمآتم والمجالس الحسينية، وإحياء أمر عاشوراء بأفضل صورة، رداً على التهديدات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الشيعة بالدرجة الأولى، مستطرداً أن المجالس والمأتم الحسينية عندنا مليئة بالحضور -والحمد لله - غير عابئة بتلك التهديدات الإرهابية.
وتحدث سماحة الشيخ عبدالله اليوسف عن خصائص الإمام الحسين بن علي التي يتميز بها دون سواه من أئمة أهل البيت الأطهار ملخصاً إياها في أربع نقاط وهي:
1- أبو الأئمة التسعة:
من الخصائص المهمة والبارزة التي يتميز بها الإمام الحسين بن علي هو أنه أبو الأئمة التسعة، فقد روي عن رسول الله قوله: « إن الله اختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين،، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلين، تاسعهم قائمهم » فأئمة أهل البيت الأطهار التسعة من ذريته وصلبه .
2- سيد الشهداء:
أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن الخصيصة الثانية للإمام الحسين هو أنه سيد الشهداء في الدنيا والأخرة، فقد جاء في الحديث القدسي: « أما إنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة ». فعندما يطلق لقب (سيد الشهداء) يتبادر إلى الذهن الإمام الحسين الشهيد .
3- الشفاء في تربته:
ثم تحدث الشيخ اليوسف عن الخصوصية البارزة الثالثة للإمام الحسين وهي الشفاء في تربته، يقول الإمام الصادق : « إن الله عوض الحسين من قتله أن جعل الإمامة من ذريته، والشفاء في تربته ».
وعن أبي عبدالله الصادق قال: « في طين قبر الحسين الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر ».
وفي المناقب لابن شهر آشوب عن النبي - مخاطباً الحسين - : « شفاء أمتي في تربتك، و الأئمة من ذريتك ».
4- بركات زيارته:
أكد سماحة الشيخ اليوسف على أن زيارة المعصومين لها فضل كبير، وبركات متعددة، وتستحب زيارتهم جميعاً، ولكن لم يرد في فضل وبركات أحد من المعصومين كما ورد في بركات وأسرار وفضل زيارة الإمام الحسين ؛ وهذا ما يؤكد على خصوصية زيارة الإمام الحسين ، وآثارها الإيجابية وبركاتها المتنوعة في حياة المؤمنين، وبناء المجتمع المسلم.
فقد قال الإمام الصادق : «إن أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي : قد غُفِر لك - يا عبدَ الله - فاستأنف العمل عملاً جديداً ».
وقال الإمام الباقر : «من زاره عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظاً حتى يرجع إلى أهله ».
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى بركات وآثار زيارة الإمام الحسين والتي منها: طول العمر، زيادة الرزق، دعاء الملائكة له، دعاء أهل البيت لزائري قبره الشريف، زوال الهم والغم والكرب عنه، تبديل السيئات بالحسنات، تبديل الشقاوة بالسعادة، الحشر مع الإمام الحسين وهي غاية محبوبة لكل مؤمن، وفي كل ذلك روايات صحيحة ومعتبرة.
ولفت سماحته إلى أن أعداء أهل البيت طوال التاريخ كانوا يسعون إلى منع الناس من زيارة قبر الإمام الحسين ، وإخفاء قبره، فمما سجله التاريخ: أن المتوكل العباسي أمر بهدم قبر الإمام الحسين في سنة 236هـ، وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وإخفاء قبره الشريف. لكن ذلك لم يمنع المحبين للإمام الحسين من زيارته، والتشرف بالسلام عليه، بل كان المؤمنون يذهبون رغم المخاطر الشديدة لزيارته، وهكذا في كل الأزمان كان المؤمنون يذهبون للإمام الحسين رغم الموانع والمشاكل والعقبات؛ ولم يستطع أحد أن يقف في وجه زيارته؛ بل ازداد علواً وارتفاعاً بمرور الزمن، وازداد زواره عدداً حيث يصلون زواره إلى ملايين المؤمنين والمحبين سنوياً لزيارة ابن بنت رسول الله ، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة الرسول الأعظم .
وختم سماحته الخطبة بالدعوة للمشاركة في المجالس والمآتم الحسينية بصورة كثيفة، وعدم التغيب عن الحضور في مجالس ومآتم عاشوراء الحسين .