سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)
|
حذر سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 14 صفر 1437هـ الموافق 27 نوفمبر 2015م في مسجد الرسول الأعظم الشباب من خطورة الانحرافات العقائدية والفكرية المؤدية للردة عن الإسلام أو الطعن فيه، معتبراً أن من نعم الله تعالى على عباده أن فتح لهم باب التوبة، وعلى المؤمن دخول هذا الباب، وطلب العفو والمغفرة من الله سبحانه. يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾.
وأضاف سماحته قائلاً: إن الإنسان معرض للخطأ، وارتكاب الذنوب، واقتراف الموبقات والمحرمات، وإن من رحمة الله تعالى أن فتح لنا باباً سماه التوبة، يقول الإمام السجاد في مناجات التائبين: (( إلهي أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك سميته التوبة، فقلت ﴿تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً﴾، فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه؟!)).
وأوضح سماحته أن فتح باب التوبة للعاصين من أهم نعم الله تعالى على عباده، إذ يعطيهم الفرصة تلو الأخرى للعودة إلى طريق الحق والخير والصلاح، والفلاح في الآخرة، إضافة لذلك أن التوبة تعطي الأمل لكل إنسان انحرف وعصى، بأن أمامه طريق للعودة والرجوع إلى طريق الخير.
ودعا سماحة الشيخ اليوسف كل شاب قد ساقه الانحراف إلى الوقوع في المعاصي والموبقات والفساد إلى التوبة النصوح، وهي التوبة الخالصة والصادقة، إذ روي عن الرسول الأعظم أنه قال: ((والتوبة حسن ولكن في الشباب أحسن)) فالشاب عندما يتوب وهو في عنفوان شبابه، ويقبل على طاعة الله تعالى، ويبتعد عن المعاصي والمحرمات والموبقات، فإنه يكون محبوباً عند الله تعالى، فقد روي عن الرسول الأكرم أنه قال: (( إن الله تعالى يحب الشاب التائب )).
ونبّه سماحته الشباب من الوقوع في الانحرافات العقائدية والفكرية، وإنكار ما ثبت أنه من ضروريات الدين كالقول بعدم وجوب الصلاة أو الصيام أو الحج.. وغيرها من ضروريات الدين وأركانه.
وتابع بالقول: إن بعض الشباب - ولأسباب مختلفة- قد ينحرفون عقائدياً وفكرياً، وهذه الانحرافات لا تقل خطورة عن الانحرافات السلوكية والأخلاقية، وعلى الشباب في هذه الحالة الرجوع إلى أهل العلم والفهم لمعرفة العقائد والأفكار الصحيحة، والتوبة من أية انحرافات قد تجعل الشاب يقع في معصية الله تعالى، بل إن بعض الانحرافات العقائدية قد تجر إلى الردة عن الإسلام، يقول تعالى: ﴿وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
ولفت سماحته إلى أن بعض الذنوب مرتبطة بحقوق الناس وفي هذا الصدد يجب إرجاع الحقوق إليهم، أو تعويضهم عما اقترفه بحقهم، ولا يكفي في هذه الحالة مجرد الاستغفار وإن كان مطلوباً، لكن أيضاً تتطلب التوبة فيما يتعلق بارتكاب محرمات ضد أموال أو أرواح الآخرين أن يعوضهم عما أصابهم من أضرار وخسائر.
وذكر سماحته أن للتوبة أركاناً وهي: ترك الذنب، والندم على فعله للذنب، والتصميم على عدم العودة للذنب مستقبلاً، وجبران ما مضى، والاكثار من الاستغفار.
وفي ختام خطبته أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى فوائد وثمرات التوبة النصوح والتي تتلخص في: غفران الذنوب والمعاصي، ودخول الجنة، وعدم الفضيحة في يوم القيامة أمام الملأ، والاقتراب أكثر من الله تعالى.