سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة على المصلين (أرشيف)
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 21 صفر 1437هـ الموافق 4 ديسمبر 2015م عن دلالات وآثار زيارة الأربعين للإمام الحسين بن علي والتي تكشف جانباً مهماً من تجليات عظمة الإمام الحسين ومكانته وفضله.
وأضاف سماحته قائلاً: إن ظاهرة الزيارة المليونية في زيارة الاربعين للإمام الحسين يعبر عن انتصار القيم والمبادئ والأهداف التي استشهد من أجلها الإمام الحسين في معركة كربلاء.
وتابع بالقول: إن هذا الحشد الهائل من البشر ومن مختلف الأديان والمذاهب، والاعراق والجنسيات والقوميات يؤكد انتصار المظلوم على الظالم، والمقتول على القاتل، والحق على الباطل.
وأكد سماحته على أن الانتصار المادي الذي حدث في كربلاء مؤقت وزائل، بينما انتصار القيم والمبادئ مستمر وثابت، وهذا ما أكدته أحداث كربلاء وما حدث بعدها؛ وهذا هو الانتصار الحقيقي.
واستشهد سماحة الشيخ اليوسف بما تنبأت به السيدة زينب الكبرى في حديثها ليزيد عندما قالت: «فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم يناد المناد ألا لعنة الله على الظالمين! » وهذا ما تحقق بالفعل؛ فإن ذكر الإمام الحسين وأئمة أهل البيت يزداد انتشاراً واتساعاً يوماً بعد آخر؛ أما ظلمتهم فقد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ وبئس المصير.
وأشار سماحته إلى استحباب زيارة الإمام الحسين في كل وقت وحين، ويتأكد استحبابها في بعض المناسبات كزيارة عاشوراء، والنصف من شعبان، لورود الروايات المتواترة والصحيحة والمعتبرة في ذلك، ومنها زيارة الأربعين حتى عقد الشيخ الحر العاملي في الوسائل باباً سماه: « باب تأكد استحباب زيارة الحسين يوم الأربعين من مقتله، وهو يوم العشرين من صفر ».
وروى الشيخ المفيد والشيخ الطوسي قالا: روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام أنه قال: «علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى و الخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ».
وروى الشيخ الطوسي بإسناده عن صفوان الجمال قال: قال لي مولاي الصادق في زيارة الأربعين تزور ارتفاع النهار وتقول: السلام على ولى الله وحبيبه وذكر الزيارة " إلى أن قال : " وتصلي ركعتين، وتدعو بما أحببت وتنصرف.
أما عن فضل الزيارة وثوابها فنكتفي بما رواه مجمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله : «من زار قبر الحسين لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه ».
ودعا سماحة الشيخ عبد الله اليوسف إلى استثمار هذه الظاهرة المليونية في نشر المزيد من العلوم والمعارف الإسلامية بين الزوار، وزيادة مستوى الوعي والثقافة عند الناس، وأهمية التخلق بأخلاق الإمام الحسين ، وأئمة أهل اليت .
وشدد سماحته على أهمية إظهار هذا الحشد الجماهيري الواسع إعلامياً بصورة مميزة وحضارية بما يعكس الصورة الناصعة لأتباع أهل البيت، وبما يبعث برسالة قوية إلى أعداء الإسلام والأمة عن تلاحم وعزة وقوة المؤمنين ووحدتهم.
ولفت إلى أن اهتمام الوسائل الإعلامية المختلفة بهذه الحدث المهم في زيارة الأربعين يؤكد على ثبوت انتصار القيم والمبادئ التي حملها الإمام الحسين كالعدل والكرامة والعزة والشموخ والإباء والعطاء والإيثار.
وختم سماحته الخطبة بأن تكون زيارة الأربعين وغيرها من المناسبات الهامة فرصة لاستنهاض كل القيم والمبادئ والأهداف الحسينية، والتي من أجلها استشهد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الأخيار.