سماحة الشيخ عبدالله اليوسف متحدثاً للحضور (أرشيف)
|
حذر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 18 ربيع الآخر 1437هـ الموافق 29 يناير 2016م من الانجرار وراء اقتراف المحرمات والموبقات والمعاصي في الخلوات سواء من خلال البيئة الخاصة به أم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أساء بعض الناس استخدامها، فبدلاً من الاستفادة منها في الحلال والمباح والمفيد والنافع صارت وسيلة سهلة لفعل المحرمات والموبقات، واصطياد المراهقين والمراهقات لإيقاعهم في شبكة المحرمات والمعاصي.
وأضاف سماحته قائلاً: إن على الإنسان أن يخاف الله سبحانه وتعالى، فهو بصير بعباده، وعالم بأحوالهم، ومطلع على أفعالهم وأقوالهم وسلوكهم، ومحيط بهم، ولا تخفى عليه خافية.
ولفت سماحته إلى أن بعض الناس يخافون الفضيحة من الناس ولا يخافون من الله تعالى: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ﴾ لكن الله تعالى مطلع على أقوالهم وأفعالهم، ومحيط بكل ما يفعلون من صغيرة وكبيرة.
وقد وجّه أمير المؤمنين الناس إلى تقوى الله في الخلوات قائلاً: « اتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم».
وقال الإمام الباقر : « من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به».
وقال الإمام الصادق : « من خلا بذنب فراقب الله تعالى فيه، واستحيى من الحفظة، غفر الله عز وجل له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين ».
وشدد سماحته على أن الفضيحة يوم القيامة أكثر وقعاً وأشد أثراً لأنها تكون أمام ملايين البشر، وأن الشاهد يومئذ هو القاضي وهو الله عز وجل.
وأوضح سماحة الشيخ اليوسف إلى أن أرقى درجات الشكر لله تعالى أن يمتنع الإنسان عن ارتكاب المعاصي والمحرمات والموبقات لأن الخالق المنعم المتفضل على عباده يكره تلك الأفعال، وأن الله تعالى مطلع على أقوالنا وأفعالنا، فنمتنع عن ارتكاب المعاصي لحبنا له وعلمنا بكراهته لتلك الأقوال والأفعال المحرمة.
وحذر سماحته من تهاون بعض الفتيات والشباب في إقامة علاقات غير مشروعة -وخارج إطار الزواج الشرعي- من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والواتساب وسناب شات والانستغرام وغيرها، وتبادل الصور غير المحتشمة والمخلة بالآداب العامة، أو الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية أو شبه الإباحية لأنها تفسد الأخلاق والقيم، وتؤدي إلى انحراف السلوك والفكر؛ فضلاً عن حرمة مشاهدتها.
وأشار سماحته إلى أن الدراسات الميدانية أثبتت العلاقة الوثيقة بين ارتكاب الجرائم الجنسية ومشاهدة الأفلام الإباحية؛ إذ أن مشاهدة الأفلام الخليعة والصور لعارية تؤدي إلى تدمير الضوابط والقيم الأخلاقية عند المشاهدين لها؛ وما ارتفاع جرائم الاغتصاب للفتيات في كثير من المجتمعات المسلمة، بل واغتصاب الأطفال إلا دليلاً على تأثير ذلك في سلوكيات الفتيان والفتيات.
وختم سماحة الشيخ اليوسف خطبة يوم الجمعة بالدعوة إلى التزود بزاد التقوى في السر والعلن، وأن يكون للإنسان واعظ من نفسه، ورادع من ذاته يمنعه من ارتكاب المعاصي والمحرمات سواء كان في السر أم في العلن، في الحضر أم في السفر، أمام الناس أم في الخلوات.