سماحة الشيخ عبدالله اليوسف متحدثاً للحضور (أرشيف)
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته يوم الجمعة 29 جمادى الآخر 1437هـ الموافق 8 أبريل 2016م عن المكانة العلمية للإمام الباقر ، وإسهاماته الكبيرة في تأسيس بعض العلوم الإسلامية، وإثراء بعضها الآخر.
وأضاف سماحته قائلاً: اشتهر الإمام الباقر في زمانه شهرة عظيمة بمكانته العلمية الرفيعة، مما جعل العلماء والفقهاء والرواة يفدون إلى مجلسه للاستفادة من نمير علومه، و لما عُرِف عنه من تنوع معارفه، وتضلعه في مختلف العلوم الإسلامية.
وتابع بالقول: لم تقتصر شهرة الإمام الباقر العلمية على منطقة الحجاز التي كان يعيش فيها الإمام ؛ بل امتدت شهرته على نطاق واسع في الحواضر العلمية والمهمة كالعراق وخراسان وغيرها.
وأوضح سماحة الشيخ اليوسف أنه بالرغم من أن للإمام الباقر ألقاباً متعددة، إلا أنه اشتهر بلقب (الباقر)، وذلك لبقره العلوم بقراً، ومعنى الباقر كما في كتب اللغة: التبحر والتوسع في العلم.
وبيّن سماحته أن الرسول الأعظم هو الذي سماه بـ(الباقر)، وتسميته للإمام بهذا اللقب له دلالات مهمة، إذ يدل على المكانة العلمية الرفيعة والمميزة للإمام الباقر ، وسعة علومه ومعارفه.
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى إقرار العلماء والمؤرخين بسعة علم الإمام الباقر، وأنه أكثر أهل زمانه علماً وفضلاً ومعرفة، وأنه كان مقصد العلماء من كل أنحاء العالم الإسلامي، وما زار أحد من العلماء المدينة المنورة إلا عرج على بيت الإمام الباقر للاستفادة من علمه، ومعرفة معالم الدين وأحكامه.
وأوضح سماحته دور الإمام الباقر في تأسيسه أو إثرائه لبعض العلوم الإسلامية كعلم الفقه، وعلم الأصول، فعندما نتصفح الموسوعات الفقهية الكبرى كالجواهر والحدائق والمستمسك وغيرها من موسوعات الفقه الإسلامي فسنجد أن اعتماد الفقهاء في استنباطاتهم للأحكام الشرعية يعتمد في كثير منها على ما ورد عن الإمامين: الإمام الباقر وابنه الإمام الصادق مما يدلل بوضوح على دورهما في نشر الفقه الإسلامي، وإسهامهما الكبير في بيان أحكام الإسلام ومفاهيمه.
وأردف قائلاً: بمراجعة سريعة لموسوعات الحديث كالكتب الأربعة، والوسائل، والبحار سنكتشف بسهولة كثرة الأحاديث المروية عن الإمام الباقر وولده الإمام الصادق التي تتناول علم الفقه من جميع جوانبه وأبعاده.
وختم سماحة الشيخ عبدالله اليوسف خطبته بدعوة الشباب إلى الاهتمام بتحصيل العلوم والمعارف الدينية والدنيوية من أجل تحقيق التقدم وصناعة التطور، فالأمم تتطور وتتقدم بالعلم، وتتخلف وتتقهقر بالجهل، وعلينا الاقتداء بالإمام الباقر وبقية أئمة أهل البيت الأطهار في الاهتمام بكسب العلوم، وتحصيل المعارف، ومواصلة الدراسات العلمية العليا من أجل الوصول إلى أعلى مراتب العلم والمعرفة.