سماحة الشيخ اليوسف يتحدث إلى المصلين (أرشيف)
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 14 رجب 1437هـ الموافق 22 أبريل 2016م عن وجوب التحلي بصفة المبادرة إلى فعل الخيرات؛ لأهميتها في صناعة التقدم عند الأفراد والمجتمعات.
وأضاف سماحته قائلاً: إن القرآن الكريم أشار في آيات كثيرة إلى هذه الصفة الحميدة، بألفاظ مختلفة كالمسارعة والمسابقة، قال تعالى: ﴿وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ويقول تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ﴾ فعلى الإنسان الواعي ـ كما المجتمع ـ أن يبادر إلى فعل الخير، واغتنام الفرص، والمسارعة في إتيان الأعمال الصالحة والنافعة.
وأوضح سماحته أن صفة المبادرة من الصفات البارزة في شخصية الإمام علي ، فقد كان المبادر إلى كل خير؛ فهو أول من أسلم، وأول من صلى خلف الرسول الأكرم ، وأول من أعلن نصرته لرسول الله ، وأول من كان يعلن استعداده للتضحية عندما يطلب الرسول الأعظم ذلك من أصحابه.
وأشار سماحته إلى أن الإمام علي كان كثيراً ما يوصي أصحابه بالمبادرة في فعل الخير، إذ يقول: « بادروا بالأعمال عُمُراً ناكساً، ومرضاً حابساً، أو موتاً خالساً» وقال أيضاً: « بادروا بعمل الخير قبل أن تشتغلوا عنه بغيره» فعلى الإنسان أن يكون مبادراً قبل أن يفقد القدرة على فعل المبادرة بفعل الأمراض أو الشيخوخة أو الأشغال المختلفة أو العوائق التي تعيق قدرته على القيام بمبادرات في طريق الخير والصلاح.
وانتقد سماحة الشيخ اليوسف ما يقوم به بعض الشباب من إقامة حفلات التفحيط في المناسبات الدينية - أو في غيرها- كمواليد أئمة أهل البيت الأطهار لأنه أمر يتنافى مع وصايا وتعاليم الأئمة، وهو مخالف لمنهج أئمة أهل البيت، ويتناقض مع قدسية تلك المناسبات ومكانتها.
ودعا سماحته الشباب إلى الاقتداء بشخصية الإمام علي وبأئمة أهل البيت الأطهار في السير على منهجهم، والاقتداء بسيرتهم قولاً وفعلاً وسلوكاً.
ولفت سماحته إلى أن المفحطين يتسببون في الإضرار بأنفسهم وبغيرهم، فكم من شاب -من المفحطين أو بسببهم- أصيب بإعاقة أو مرض مزمن أو وفاة بسبب التفحيط؛ كما أنهم يتسببون في إغلاق الشوارع الرئيسة، وتعطيل حركة السير، وإيذاء الآخرين وإزعاجهم، وهذا عمل محرم في حد نفسه.
وبيّن سماحته أن الاحتفال بمناسبات ذكرى مواليد أهل البيت لا يكون من خلال الحفلات الاستعراضية بالسيارات أو الدراجات أو غيرها، وإنما بالسير على نهجهم، وتطبيق تعاليمهم ووصاياهم.
وحثَّ سماحة الشيخ اليوسف الشباب على القيام بمبادرات تطوعية وإيجابية لمعالجة النواقص والثغرات والمشاكل التي تواجه المجتمع بما يسهم في صناعة التقدم والتحضر.
وتابع بالقول: إن مجتمعنا اليوم أحوج ما يكون إلى تعميق صفة المبادرة فيه، وتشجيع الناس على امتلاك روح المبادرة، فكل مجتمع يعاني من نواقص ونقاط ضعف في بنيته الاجتماعية العامة، ولا يمكن معالجة ذلك إلا بقيام المجتمع بمبادرات إيجابية لمعالجة ذلك؛ بل ولصنع التقدم الاجتماعي، وتنمية المجتمع في مختلف أبعاده ومفاصله الرئيسة.
وختم سماحته خطبته بالدعوة إلى تبني مبادرات تخدم المجتمع وتساهم في تطويره وتقدمه وازدهاره، بدل إلقاء اللوم على الآخرين، فكل من يستطيع القيام بفعل الخير والبر، عليه المسارعة والمسابقة والمبادرة إلى فعل ذلك، تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.