سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)
|
حذر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 28 رجب 1437هـ الموافق 6 مايو 2016م من تزايد انتشار وباء المخدرات في أوساط المراهقين والشباب لما للمخدرات من آثار سيئة وسلبية ومدمرة على الأفراد والمجتمعات الإنسانية.
وأضاف سماحته قائلاً: إن أضرار المخدرات كثيرة؛ ومنها أنه يدمر الأخلاق، ويغيب العقل، ويضعف الإرادة، ويخل بالتوازن، ويضر بالصحة، ويتلف الأموال، ويخرب البيوت.
وتابع بالقول: ومن آثاره السلبية أيضاً أنه يتسبب في تدمير الجهاز العصبي تدريجياً، ويؤدي إلى قصور وضعف في أداء النشاط الحسي والوظائف العقلية، وعدم القدرة على التحكم في التصرفات، وفقدان التوازن والاستقامة في السلوك الاجتماعي.
وبيّن سماحته أن من أهم الفئات المستهدفة من ترويج المخدرات هي فئة المراهقين والشباب الصغار، ودفعهم نحو تعاطي المخدرات تدريجياً، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على صحة جيل الشباب والذي هو عماد المستقبل، وإصابته بالأمراض والعلل يؤدي به إلى عجزه عن القيام بأي دور إيجابي، بل يتحول إلى عبء على العائلة والمجتمع.
وأوضح سماحته حرمة المخدرات عقلاً وشرعاً، فقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ فإذا كان الخمر محرماً بنص الآية الشريفة، فمن باب أولى أن تكون المخدرات كذلك؛ لأن المخدرات عبارة عن مسكرات جامدة، وقد أجمع الفقهاء على حرمة تناول أي نوع من أنواع المخدرات.
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى نهى رسول الله عن تناول أي نوع من المخدرات، فقد روي عنه قوله: «ألا إنَّ كُلَّ مُسكِرٍ حَرامٌ، وكُلَّ مُخَدِّرٍ حَرامٌ، وما أسكَرَ كثيرهُ حَرامٌ قَليلُهُ، وما خَمَّرَ العَقلَ فَهُوَ حَرامٌ ».
وعنه قال: «سَيأتي زَمانٌ على امَّتي يَأكُلونَ شَيئاً اسْمُهُ البَنْجُ، أنا بَريءٌ مِنهُم، وهُم بَريئونَ مِنّي ».
وأبدى سماحة الشيخ اليوسف أسفه وحزنه لوقوع بعض الشباب في المجتمع في شباك المخدرات، وأن يتحولوا إلى مدمنين، والمقلق أن العدد في تزايد مستمر بفعل الإمكانات والقدرات والوسائل والأساليب التي تستخدمها مافيا المخدرات في عمليات الترويج والتسويق والدعاية.
ودعا سماحته الشباب إلى الابتعاد عن رفقاء السوء، فكثير من المراهقين والشباب يقعون ضحية المخدرات نتيجة لعلاقتهم برفقاء السوء والشر، مما يوقعهم في المخدرات والمنكرات والموبقات.
وأكد سماحته على مسؤولية الآباء في الانتباه لأولادهم، وإبعادهم عن رفقاء السوء، والاهتمام بتربيتهم تربية إسلامية، وتشجيعهم على حضور المساجد وأماكن العبادة والذكر لتنمية الوازع الديني عندهم.
وشدد سماحته على أن المروجين للمخدرات يستغلون أيام الامتحانات لإيقاع الطلاب والطالبات في وباء المخدرات بحجة أنه يعطي القوة والقدرة والنشاط للامتحانات! وهذه من الأساليب الشيطانية والخادعة والكاذبة للإيقاع بالشباب في وحل المخدرات، ولذلك عليهم الحذر والانتباه من هذه الحيل والأكاذيب.
ولفت سماحته إلى أهمية زيادة التوعية بمخاطر وأضرار المخدرات على صحة الإنسان، وتوضيح الآثار التدميرية لتعاطي المخدرات على الصحة والقيم والأخلاق والأسرة والمجتمع والاقتصاد.
وأكد سماحته على أهمية تقوية البرامج التليفزيونية واليوتيوبية التي تتناول مضار وآثار المخدرات، وإنتاج الأفلام والبرامج المؤثرة التي توضح الآثار الخطيرة لتعاطي المخدرات من أجل زيادة الوعي بالآثار السيئة والمدمرة للمخدرات على حياة الأفراد ومسيرة المجتمعات.