خصائص الإمام الحسين (ع)
الشيخ عبدالله اليوسف - « مجلة الروضة الحسينية - جمادى الأولى 1437هـ- العدد 95 » - 9 / 5 / 2016م - 2:28 م

يشترك الإمام الحسين بن علي مع باقي أئمة أهل البيت في العديد من المشتركات كالعصمة والعلم والكمال؛ لكنه يتميز عنهم بخصائص معينة دون سواه من أئمة أهل البيت الأطهار، ويمكن تلخيص أبرزها في أربع نقاط وهي:

1- أبو الأئمة التسعة:

من الخصائص المهمة والبارزة التي يتميز بها الإمام الحسين بن علي هو أنه أبو الأئمة التسعة، فقد روي عن رسول الله قوله: « إن الله اختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين،، وانتحال المبطلين، وتأويل المضلين، تاسعهم قائمهم »[1] .

وبسند معتبر عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: دخلت على النبي وإذا الحسين على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، وهو يقول: «أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام أبو الأئمة، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم »[2] .

وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله يقول للحسين :    

«أنت الإمام ابن الإمام وأخو الإمام، تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم »[3] .

وعن أبي سعيد الخدري أيضاً، قال: سمعت رسول الله يقول:

«الأئمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين والتاسع قائمهم، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم »[4] .

فأئمة أهل البيت الأطهار التسعة من ذرية الإمام الحسين وصلبه، وهذه من خصائصه التي خصه الله تعالى بها.

2- سيد الشهداء:

الخصيصة الثانية للإمام الحسين هو أنه سيد الشهداء في الدنيا والأخرة، فقد جاء في الحديث القدسي: « أما إنه سيد الشهداء من الأولين والآخرين في الدنيا والآخرة »[5] . فعندما يطلق لقب (سيد الشهداء) يتبادر إلى الذهن الإمام الحسين  الشهيد .

وعن أبي بصير عن أبي عبدالله الصادق عن أبيه الإمام الباقر عن جابر -في حديث اللوح - «فأشهد بالله إني هكذا رأيته مكتوباً:...وجعلت حسيناً خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه، والحجة البالغة عنده»[1] .

3- الشفاء في تربته:

الخصوصية البارزة الثالثة للإمام الحسين وهي الشفاء في تربته، يقول الإمام الصادق : « إن الله عوض الحسين من قتله أن جعل الإمامة من ذريته، والشفاء في تربته »[7] .

وعن أبي عبدالله الصادق قال: « في طين قبر الحسين الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر »[8] .

وفي المناقب لابن شهر آشوب عن النبي - مخاطباً الحسين - : « شفاء أمتي في تربتك، و الأئمة من ذريتك »[9] .

ولهذه الأحاديث وغيرها أجاز الفقهاء أكل شيء يسير بمقدار الحمصة وما دونها من تربة الإمام الحسين بقصد الاستشفاء من الأمراض.

4- بركات زيارته:

إن زيارة المعصومين لها فضل كبير، وبركات متعددة، وتستحب زيارتهم جميعاً، ولكن لم يرد في فضل وبركات أحد من المعصومين كما ورد في بركات وأسرار وفضل زيارة الإمام الحسين ؛ وهذا ما  يؤكد على خصوصية زيارة الإمام الحسين ، وآثارها الإيجابية وبركاتها المتنوعة في حياة المؤمنين، وبنية المجتمع المسلم.

والأحاديث في فضل زيارته متواترة ومنها:

ما روي عن الإمام الصادق قوله: «إن أيسر ما يقال لزائر الحسين بن علي : قد غُفِر لك - يا عبدَ الله - فاستأنف اليوم عملاً جديداً »[10] .

وقال الإمام الباقر : «من زاره عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل  محفوظاً حتى يرجع إلى أهله »[11] .

وعن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبد الله ما لمن أتى قبر الحسين ؟

قال: «من أتاه شوقاً إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لواء الحسين بن علي حتى يدخلهما الله الجنة »[12] .

وعن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله ، قال: قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين بن علي زائراً عارفاً بحقه، غير مستنكف ولا مستكبر؟

قال: «يكتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقياً كتب سعيداً ولم يزل يخوض في رحمة الله »[13] .

وروى محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله :

«من زار قبر الحسين لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاه »[14] .

وبالإضافة لما في زيارة الإمام الحسين من الأجر والثواب العظيم؛ فإن لزيارته العديد من البركات والآثار والأسرار ، والتي منها: إجابة الدعاء تحت قبته، دعاء الملائكة له، دعاء أهل البيت لزائري قبره الشريف، طول العمر، زيادة الرزق، قضاء الحوائج، زوال الهم والغم والكرب عنه، تبديل السيئات بالحسنات، تبديل الشقاوة بالسعادة، الحشر مع الإمام الحسين وهي غاية محبوبة لكل مؤمن، وفي كل ذلك روايات صحيحة ومعتبرة.

وقد عمل أعداء أهل البيت طوال التاريخ على منع الناس من زيارة قبر الإمام الحسين ، وإخفاء قبره، فمما سجله التاريخ: أن المتوكل العباسي أمر بهدم قبر الإمام الحسين  في سنة 236هـ، وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وإخفاء قبره الشريف. لكن ذلك لم يمنع المحبين للإمام الحسين   من زيارته، والتشرف بالسلام عليه، والدعاء تحت قبته، والصلاة لله تعالى في مشهده المقدس.

وفي كل الأزمان والعصور كان المؤمنون يذهبون لزيارة الإمام الحسين رغم الموانع والمشاكل والعقبات في بعض الأزمنة والأوقات؛ ولم يستطع أحد أن يقف في وجه زيارته؛ بل ازداد علواً وارتفاعاً بمرور الزمن، وازداد زواره عدداً حيث يصل زواره إلى ملايين المؤمنين والمحبين سنوياً لزيارة ابن بنت رسول الله ، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة الرسول الأعظم وحبيبه، وقرة عينه، وثمرة فؤاده.

الهوامش:

[1]  كمال الدين وتمام النعمة، ص 281، رقم 32. بحار الأنوار، ج 36، ص 256، رقم 74.
[2]  الخصال، الشيخ الصدوق، ص 475، رقم 38.
[3] كفاية الأثر، ص 29.
[4] كفاية الأثر، ص 30.
[5] كامل الزيارات، ص 67، رقم 166. بحار الأنوار، ج 44، ص 238، رقم 29.[6]  كمال الدين وتمام النعمة، ص 310، رقم 1.
[7] الوسائل، ج 14، ص 423، رقم 19509. الأمالي، الشيخ الطوسي، ص 241، رقم 644/91.
[8] كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 252، رقم 702. من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 354، رقم 1618. تهذيب الأحكام، ج 6، ص 60، رقم 142. الوسائل، ج 14، ص 524، رقم 19742.
[9]  المناقب، ابن شهر آشوب، ج 3، ص 235.
[10] الوسائل، ج 14، ص 538، رقم 19776. بحار الأنوار، ج 98، ص 83، رقم 9.
[11]  كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 182- 183، رقم 609.
[12] كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 139، رقم 421.
[13] كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 140، رقم 426.
[14]  كامل الزيارات، ابن قولويه، ص 141، رقفم 430.

اضف هذا الموضوع الى: