سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
|
وصف سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف الأعمال الإرهابية التي استهدفت أحد المساجد في القطيف وما وقع في المدينة المنورة بجوار حرم رسول الله بالأعمال الإرهابية الخسيسة والوضيعة والدنيئة، فاستهداف مدينة رسول الله وبالقرب من قبر الرسول الأكرم سيد الخلق، وأفضل البشر جريمة نكراء لا يقدم عليها إلا وحوش مفترسة ومجرمة قد تخلوا عن روح الإنسانية، و نزعت الرحمة من قلوبهم.
واعتبر أن استهداف الأبرياء في المساجد والأسواق والأماكن العامة عمل إرهابي خسيس بنظر جميع الأديان والمذاهب والقوانين الدولية؛ وأنه لولا لطف الله وعنايته لوقعت كارثة كبرى في القطيف، لكان مشيئة الله تعالى وإرادته حالت دون وقوع إصابات جراء الجريمة النكراء التي استهدفت المصلين في أواخر شهر رمضان المبارك.
الخطبة الأولى
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في الخطبة الأولى لصلاة عيد الفطر في يوم الأربعاء غرة شوال 1437هـ الموافق 6 يوليو 2016م، عن ضرورة التخلق بالشكر والتحلي به، فالشكر واجب للمنعم الخالق الذي لا تحصى نعماؤه، ولا تعد آلاؤه.
وأضاف سماحته قائلاً: الشكر هو عرفان النعم من المنعم، وحمده عليها، وهو من صفات الكمال، وموجبات ازدياد النعم واستدامتها، أما كفران النعم فموجبة لزوالها، يقول تعالى: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾إبراهيم.
وتابع سماحته قائلاً: إن علينا أن نشكر الله تعالى أن وفقنا لصوم شهر رمضان المبارك، وشكر الله تعالى في يوم العيد حيث يشعر المؤمن بالرضا والفرح لتوفيقه لذلك، إذ يستحب في يوم العيد تكرار قول: ( الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا، وَلهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا).
وبيّن سماحته أن من خصائص النفوس الكريمة والأخلاق الحميدة تقدير النعم والألطاف الإلهية، وشكر مسديها، إذ شكر الله من موجبات رضاه، ومضاعفة نعمه وآلائه على الشكور.
وحذر سماحته من نكران النعم، فإنها من سمات النفوس اللئيمة والقلوب المريضة، وعلائم الجهل بقيم النعم وأقدارها.
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أقسام شكر الله، حيث ينقسم الشكر إلى ثلاثة أقسام:
شكر القلب: ويعني تصور النعم التي تتنعم بها، وأنها من الله تعالى.
وشكر اللسان: وهو حمد الله والثناء عليه، وذلك بالإكثار من قول:﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
وشكر الجوارح: ويعني إعمالها في طاعة الله عزل وجل، ونيل رضاه ومرضاته.
وختم سماحته الخطبة الأولى بالدعوة إلى التحلي بالشكر من خلال التفكر فيما أغدقه الله علينا من نعم وآلاء لا تعد ولا تحصى. وتذكر نعم الصحة والغنى والأولاد والجمال والخير، والتأمل في محاسن الشكر و جميل آثاره في حياة الإنسان، وما يخلفه نكران النعم من مقت المنعم وزوال النعم.
الخطبة الثانية
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في الخطبة الثانية عن قيمة الرحمة والرفق والشفقة والعطف، وأنها من القيم الفضلى التي حَثَّ عليها الإسلام، وأمر أتباعه بالتحلي بها، والعمل بمقتضاها.
وتابع سماحته بالقول: إن رسالة الإسلام رسالة رحمة في مصدرها ومنهاجها وتشريعاتها وأحكامها، فقد وصف الله تعالى نفسه بالرحمة في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ﴾ وقوله تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾.
وقال تعالى عن نبيه : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ كما أن رسول الله وصف نفسه بالرحمة قائلاً: ((إنما أنا رحمة مهداة)).
وقال تعالى عن تعامل المؤمنين مع بعضهم البعض: ﴿ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾ فالتعامل برحمة و رأفة ورفق من صفات المؤمنين، إذ يجب أن تسود الرحمة والشفقة والرأفة بينهم.
وبيّن سماحته أن الرحمة مبعث الخيرات، ومجمع الفضائل، ومنبع المحاسن؛ فكلمة الرحمة في لغة العرب تدل على
الرأفة والصفح، والرقة والعفو والشفقة.
وأشار سماحته إلى أن الرحمة صفة من صفات رسول الله ، وسمة من سماته البارزة، فقد جسّد قيمة الرحمة في جميع أبعاد حياته، قولاً وفعلاً، فقد قال عنه الله تبارك وتعالى: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾التوبة128.
وتابع سماحته بالقول: أفاض النبي برحمته وعطفه وشفقته على كل ذي روح: على الإنسان، والحيوان، وحتى على النبات.
وأوضح سماحته الحاجة إلى تفعيل قيمة الرحمة في جميع أبعاد حياتنا الخاصة والعامة، فنرحم بعضنا بعضاً، ونتعامل مع بعض برحمة وعطف ورأفة وشفقة بعيداً عن القسوة والغلظة والفظاظة التي تفسد الحياة العائلية، وتخرب العلاقات الاجتماعية العامة، وتدمر المجتمعات الإنسانية.
واعتبر سماحته أن الإنسان من دون رحمة يتحول إلى وحش كاسر لا يرعى حرمة لأحد، ولا يبالي بأية أخلاق أو قيم، وما تقوم به الجماعات المتطرفة والإرهابية من أعمال وحشية وإرهابية في مختلف البلدان، وآخرها ما حدث في القطيف والمدينة المنورة من أعمال إرهابية خسيسة ووضيعة إنما هو نتيجة لابتعاد هؤلاء الإرهابيين عن قيمة الرحمة والشفقة والرأفة، واتباعهم لأسلوب القسوة والغلظة والفظاظة والعنف مما جعلهم يقومون بأعمال إرهابية وحشية ومدمرة بعيداً عن قيم الإسلام وأخلاقه ومبادئه العظيمة.
ووصف سماحة الشيخ عبدالله اليوسف الأعمال الإرهابية التي استهدفت أحد المساجد في القطيف وما وقع في المدينة المنورة بجوار حرم رسول الله بالأعمال الإرهابية الخسيسة والوضيعة والدنيئة، فاستهداف مدينة رسول الله وبالقرب من قبر الرسول الأكرم سيد الخلق، وأفضل البشر جريمة نكراء لا يقدم عليها إلا وحوش مفترسة ومجرمة قد تخلوا عن روح الإنسانية، و نزعت الرحمة من قلوبهم.
واعتبر سماحته أن استهداف الأبرياء في المساجد والأسواق والأماكن العامة عمل إرهابي خسيس بنظر جميع الأديان والمذاهب والقوانين الدولية؛ وأنه لولا لطف الله وعنايته لوقعت كارثة كبرى في القطيف، لكان مشيئة الله تعالى وإرادته حالت دون وقوع إصابات جراء الجريمة النكراء التي استهدفت المصلين في أواخر شهر رمضان المبارك.
وختم سماحته الخطبة بالدعوة إلى التخلق بقيم الإسلام ومبادئه وأخلاقه، والتحلي بالرحمة والعطف والرأفة والشفقة، وأن تكون (الرحمة) شعار كل مسلم، والعمل بمبدأ (الرحمة) منهاج التعامل بين الناس، والعمل بصدق على إظهار الصورة الناصعة والسمحة لدين الإسلام.