سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
|
وصف سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 8 ذي القعدة 1437هـ الموافق 12 أغسطس 2016م ظاهرة تزايد حالات الطلاق في المجتمع بالظاهرة المقلقة، حيث نترك هذه الظاهرة الكثيرة من الآثار السلبية والضارة بسلامة المجتمع وبنيته وتماسكه الاجتماعي.
وأضاف سماحته قائلاً: إن زيادة معدلات الطلاق ينتج الكثير من الأمراض والمشاكل النفسية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية وخصوصاً على شريحتي النساء والأطفال.
وبيّن سماحته أن الأرقام تؤكد على انتشار الطلاق بنسب كبيرة، فقد بلغت إجمالي صكوك الطلاق في السعودية في العام الماضي 1436هـ أكثر من 40 ألف حالة طلاق بحسب إحصائية صادرة من وزارة العدل. وأكثر من 30 ألف حالة طلاق في عام 1434هـ - 2014م؛ أي بمعدل 80 حالة في اليوم الواحد، وبمقدار 3 حالات في الساعة الواحدة. وأن ربع حالات الزواج تقريباً تنتهي بالطلاق، وأن 60% من حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج.
وعن نسبة الطلاق في محافظة القطيف أوضح سماحة الشيخ اليوسف تزايد ظاهرة الطلاق في القطيف، فطبقاً لإحصائيات دائرة الأوقاف والمواريث بالقطيف بلغ عدد حالات الطلاق في عام 1436هـ (858) حالة طلاق. وفي عام 1437هـ - ولحد الآن - بلغ إجمالي حالات الطلاق (803) حالات طلاق. وأن المعدل المتوسط للطلاق في محافظة القطيف 4 حالات يومياً؛ بينما كنا في الماضي قلما نسمع عن حالة طلاق واحدة في مجتمعنا.
وشدد سماحته على أنه يجب العمل على إيجاد معالجات وحلول للتقليل من الطلاق، وتفعيل لجان الإصلاح، وتثقيف المجتمع بما يمنع من التسرع في إيقاع الطلاق لأتفه الأسباب.
ولفت سماحته إلى أن الطلاق وإن كان مباحاً لكنه مذموم ومبغوض ومكروه في الأصل، والروايات في ذمه وكراهته مستفيضة ومنها: ما ورد عن رسول الله : « ما أحَلَّ اللَّهُ شيئاً أبغَضَ إلَيهِ مِن الطَّلاقِ ». وعنه : «إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الذَّوّاقِينَ ولا الذَّوّاقات »ِ . وعنه : «إنّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يُبغِضُ كُلَّ مِطلاقٍ ذَوّاقٍ ». وعنه : «تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش». وقال الإمامُ الصّادقُ : «ما مِن شَيءٍ مِمّا أحَلَّهُ اللَّهُ عَزَّوجلَّ أبغَضَ إلَيهِ مِن الطلاقِ، وإنَّ اللَّهَ يُبغِضُ المِطلاقَ الذَّوّاقَ ». وعنه : «إنَّ اللَّهَ عَزَّوجلَّ يُحِبُّ البيتَ الذي فيهِ العُرسُ، ويُبغِضُ البيتَ الذي فيهِ الطلاقُ، وما مِن شَيءٍ أبغَضَ إلى اللَّهِ عَزَّوجلَّ مِن الطلاقِ ».
وقال سماحته إن أسباب الطلاق ومسبباته كثيرة ومتنوعة، ويمكن الإشارة إلى أكثر من عشرين سبباً، إذ لكل حالة طلاق أسبابها وظروفها وملابساتها، ولكن هناك أسباب مشتركة غالباً ما نكون إحدى هذه الأسباب هو الذي أدى إلى الطلاق، ومنها: غياب الثقافة الزوجية، والإهمال وعدم تحمل المسؤولية، وعدم القيام بالواجبات وأداء الحقوق الزوجية، وعدم النفقة أو التقصير فيها، وانعدام الرضا الزواجي، وعدم الإشباع العاطفي والجنسي، واختلاف المستوى الثقافي وتباين البيئة والعادات بين الزوجين، وتدخل الأهل في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، والتركيز على التوافه وغياب التسامح، والعصبية الزائدة لأتفه الأسباب... وغيرها من الأسباب.
ودعا سماحته إلى التقليل من حالات الطلاق قدر الإمكان إلا إذا كان هناك سبب وجيه وراجح للطلاق كما لو كان أحد الزوجين مدمن مخدرات، أو لا يصلي مثلاً وما أشبه ذلك.
وشدد سماحته على القول بأنه من أجل ألا يقع الطلاق يجب الاهتمام بالتثقيف الذاتي في الثقافة الزوجية، وأخذ دورات في هذا الجانب، والتدقيق في الاختيار لشريك الحياة منذ البداية، وعدم التسرع في إيقاع الطلاق، واللجوء إلى الأخصائيين والمصلحين حال وقوع الخلافات الزوجية المستحكمة قبل اتخاذ قرار الطلاق.