سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 15 ذي القعدة 1437هـ الموافق 19 أغسطس (آب) 2016م على أن الطلاق ليس نهاية الحياة للمرأة المطلقة، وإنما يجب أن تبدأ حياة جديدة ملؤها التفاؤل والأمل والثقة بالله تعالى والتطلع للمستقبل بعيداً عن ضغوط الطلاق وآثاره السلبية.
وأضاف سماحته قائلاً: إن فشل التجربة الأولى في الزواج قد يؤدي إلى النجاح الباهر في التجربة الزوجية الثانية، فعلى المطلقة ألا تجعل مرارة الطلاق وآثاره السلبية يصيبها بأمراض القلق والكآبة والإحباط والقنوط واليأس.
وأوضح سماحته أن الطلاق وإن كان أمراً سلبياً في الجملة، إلا أنه في بعض الأحيان يكون أمراً إيجابياً ومطلوباً، فهو أشبه بالعلاج المر الذي يستعمله المريض حتى يتعافى من مرضه، كذلك الحياة الزوجية المضطربة؛ فقد يصل الزوجان إلى درجة أنه لا يمكنهما العيش معاً فلا سبيل إلى التخلص من ذلك إلا بالطلاق والانفصال.
ولفت سماحة الشيخ عبدالله اليوسف إلى بعض الآثار السلبية على المرأة المطلقة من قبيل: الشعور بمرارة الفشل في الحياة الزوجية، والإحساس بالحرمان كزوجة وربة أسرة، ونقص الثقة بالنفس، والخوف من الإقدام على الزواج مرة ثانية، وكره الرجال...وغيرها.
وأشار سماحته إلى أن النظرة السلبية للمجتمع تجاه المطلقات قد تقلصت إلى حد بعيد، ففي حين كان يلاحظ في الماضي قلة الإقدام على الزواج من المرأة المطلقة إلا أنه في السنوات الأخيرة نرى زيادة نسبة الزواج من المطلقات وخصوصاً غير المدخول بهن.
وأوضح سماحته أن الوعي المجتمعي قد ازداد، وأن التعامل مع المرأة المطلقة قد تطور إيجابياً، فلم يعد المجتمع -كما كان في السابق - ينظر بشك وريبة تجاه المطلقة وكأنها قد ارتكبت جريمة أو جنحة، أو أنها السبب الوحيد للطلاق، فقد يكون الرجل هو السبب.
وتابع سماحته بالقول: كما أن تعرض المرأة المطلقة للذم واللّوم والتجريح من بعض أفراد المجتمع أو عائلتها وأرحامها على طلاقها قد انخفض إلى حد بعيد، وهو مؤشر إيجابي في النظرة العامة للمطلقات.
وشدد سماحته على أن ذلك لا يعني عدم وجود ضغوط وآثار نفسية على المرآة المطلقة، فهي تواجه بلا شك الشيء الكثير من ذلك، خصوصاً في حالة أن المرأة قد تعرضت للظلم أو الحيف أو انتهاك لحقوقها من قبل مطلقها.
وذكر سماحة الشيخ اليوسف بعض القواعد والإرشادات المهمة كي تتخلص المرأة المطلقة من الآثار السلبية للطلاق من قبيل: الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره، والتحلي بالصبر وتحمل صعوبات الحياة، والانشغال بالدراسة أو الوظيفة أو الانخراط في الأعمال التطوعية والإنسانية، وممارسة الرياضة للتمتع بصحة جيدة، وتجنب العزلة والعيش مع الأهل والأصدقاء والأحبة. أي أن تكون امرأة اجتماعية، وضرورة الترويح والترفيه عن النفس بأشياء مفيدة وممتعة.