المحروم من حرم بركات شهر رمضان المبارك
الشيخ اليوسف يشدد على تهذيب النفس ونيل الكمالات الروحية في شهر رمضان
محرر الموقع - « ليلى البوري » - 3 / 6 / 2017م - 3:16 م
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف في خطبة الجمعة 7 رمضان 1438هـ الموافق٢يونيو 2017م التي ألقاها بمسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف، عن الصوم وآثاره المعنوية، إذ يعد  الصوم الكامل وسيلة مؤثرة في نيل الكمالات الروحية والمعنوية، كما يساعد على تخلية النفس من الرذائل وتحليتها بالفضائل وتزيينها بمكارم الأخلاق وتجميلها بمحاسن الأفعال.

وقد بدأ سماحته الخطبة مستشهداً ومفسراً قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا وما تشير إليه  هذه الآية الكريمة  من أهمية تهذيب النفس وتزكيتها، وأن الفائز هو من طهر نفسه وزكاها، والخاسر هو من انغمس بالآثام والذنوب والمعاصي.

وأضاف سماحته: إن تطهير النفس وتزكيتها وتهذيبها من الأمور الهامة في حياة الإنسان الذي يسعى للسمو الروحي والمعنوي، والإنسان المؤمن يسعى دائماً لنيل الكمالات الروحية والمعنوية والتحلي بها.

وتابع سماحته بالقول: المؤمن يسعى دوماً من أجل تزكية نفسه وتهذيبها للوصول إلى الكمال الروحي وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، أما غير المؤمن وغير الملتزم بالدين فلا يهمه الحصول على الكمالات الروحية، بل كل همه الحصول على الملذات الدنيوية وإشباع الغرائز والتمتع بالماديات وحب الدنيا ونسيان الآخرة.

وأوضح سماحته أن الإنسان تتنازعه قوتان: قوة الخير وقوة الشر، قوة العقل وقوة النفس الأمارة بالسوء، والمؤمن هو من يستطيع الانتصار على قوة الشر بقوة الخير وعلى هوى النفس بقوة العقل.

وأشار سماحته إلى وجوب أن نجاهد أنفسنا حتى نتغلب على النفس الأمارة بالسوء، ويعد الصوم بما يعنيه من الامتناع عن المفطرات السلوكية والمادية معاً وسيلة مهمة في تهذيب النفس وتزكيتها، فالصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب وإنما أيضاً الامتناع عن المفطرات السلوكية التي تخدش حقيقة الصوم الكامل.

وقد أجاب سماحته عن بعض التساؤلات التي طرحها خلال خطبة الجمعة من قبيل: كيف نجاهد أنفسنا؟ وبماذا نزكي أنفسنا؟ وكيف نستطيع أن نرتقي نحو الكمال النفسي والمعنوي؟

حيث أجاب سماحة الشيخ اليوسف عن تلك الأسئلة بصوره سريعة بعدة نقاط وهي:

أولها: أن نستحضر الله سبحانه وتعالى في حياتنا:

فالمؤمن يستشعر دائماً وجود الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر فطري بطبيعته، ولكنه قد يغيب عن بال الإنسان بفعل زحمة الانشغال بقضايا المادة وفي زحام بهرجة الحياة وزخارفها، فيبتعد عن الله سبحانه.

وأعلى المراتب في علاقة المسلم بربه هي علاقة المحبين، لنيل القرب من الله تعالى ليس رغبة في الثواب أو خوفاً من العقاب وإنما حباً لله عز وجل وشكراً له على نعمه، فهذه أفضل أنواع العبادة وهي عبادة الأحرار. واستحضار الله تعالى في جميع تصرفاتنا وحياتنا ينمي حالة الكمال الروحي والمعنوي.

والنقطة الثانية: هي الاستفادة من هذا الشهر المبارك لنيل الكمالات والبركات، فشهر رمضان وما ورد فيه من الأحاديث التي تحث على كثرة الاستغفار والدعاء والتسبيح والتهليل والتحميد وغيرها من المستحبات التي تدفع الإنسان نحو الكمال، كما جاء في حديث الإمام علي : «عَلَيكُم في شَهرِ رَمَضانَ بِكَثرَةِ الاستِغفارِ وَالدُّعاءِ؛ فَأَمَّا الدُّعاءُ فَيُدفَعُ بِهِ عَنكُمُ البَلاءُ، وأمَّا الاستِغفارُ فَيَمحى ذُنوبَكُم ».

وكما ورد في قول الإمام الصادق : «كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام إذا كانَ شَهرُ رَمَضانَ لَم يَتَكَلَّم إلّا بِالدُّعاءِ وَالتَّسبيحِ وَالاستِغفارِ وَالتَّكبيرِ ».

وروي عن رسول اللّه قوله: «رَمَضانُ شَهرُ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى استَكثِروا فيهِ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ وَالتَّمجيدِ وَالتَّسبيحِ ».

ومن جهة أخرى حذر سماحة الشيخ عبدالله اليوسف من الانجرار والانشغال في هذا الشهر الفضيل بالمسلسلات والأفلام اللهوية والقضايا الدنيوية التي تلهي الناس عن ذكر الله تعالى-وبالأخص الشباب- الذي قد ينجرف وراءها ويغوص في ملذاتها وملذاتها؛ وكأنه ليس في شهر رمضان الذي هو سيد الشهور، وهو شهر الرحمة والبركة والمغفرة، شهر القرآن والدعاء والعبادة، فعلينا أن نستثمره بالعبادة لنيل الكمال الروحي،  وليس الانشغال بالأفلام والمسلسلات الفاسدة.

كما شدد سماحته على الالتزام بالعبادات الشرعية والاتيان بالمستحبات في هذا الشهر الكريم من صلاة ودعاء ونوافل وتلاوة القرآن وغيرها من المستحبات الكثيرة التي يجب على الإنسان أن يستغلها لنيل بركات هذا الشهر الكريم، كما ورد عن النبي الكريم محمد عن آداب شهر رمضان قوله:  «أكثِروا فيهِ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ ».

وذكر سماحته أن من آثار تلك البركات على الإنسان هو التوفيق لحضور مجالس تلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء، والذهاب إلى المساجد لحضور صلاة الجماعة، فالمحروم حقاً من حرم بركات صلاة الجماعة، والشقي من ابتعد عن مجالس الذكر والعبادة، كما ورد عن رسولنا العظيم محمد : «إنّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللَّهِ في هذا الشَّهرِ العَظيمِ » . فيجب على الإنسان أن يؤدي العبادات الواجبة ويأتي ببعض المستحبات من صوم وعبادة وتلاوة للقرآن الكريم حتى ينال بركات شهر رمضان الفضيل.

وختم سماحته الخطبة بالدعاء والتضرع لله تعالى أن يوفق الجميع لنيل الكمالات الروحىة والمعنوية في هذا الشهر العظيم حتى لا يخرج شهر رمضان إلا وقد لفحتنا بركات وآثار شهر رمضان الذي هو شهر الله تبارك وتعالى.

اضف هذا الموضوع الى: