مؤكداً على حرمة الذهاب إلى المشعوذين وحرمة إعطائهم الأموال
الشيخ اليوسف يحذر من التعامل مع السحرة والمشعوذين والدجالين
محرر الموقع - « ليلى البوري » - 14 / 6 / 2017م - 6:23 ص
سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)

حذر سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف من اللجوء إلى السحرة والدجالين والمشعوذين من أجل بعض الأوهام والتخيلات التي قد يعتقده بعض الناس أو الكثير منهم  نتيجة  تخيل  عمل سحر لهم، فينفقون الكثير من أموالهم لفك عُقد الزواج والإنجاب والحصول على الوظيفة وشفاء المرض وحل المشاكل من ضائقة مالية وغيرها.

جاء ذلك في حديث سماحته بجامع ومسجد الرسول الأعظم في الحلة بالقطيف، لبرنامجه الرمضاني اليومي في تفسير " آية وفكرة " بعنوان  " حقيقة السحر ودجل المشعوذين " يوم الاثنين ١٧ رمضان ١٤٣٨ه‍ـ.

وأشار سماحته إلى حقيقة وجود السحر، حيث تشير الآية الكريمة في قوله تعالى ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ فاعتبرت الآية السحر شر من الشرور التي يجب الاستعاذة منها.

وبيّن سماحة الشيخ اليوسف معنى السحر بقوله: هو صرف الشيء عن وجهه بنوع من الخفة والخداع والتمويه والاحتيال، وتصوير الأمور على خلاف الواقع.

وأضاف سماحته: هناك الكثير من المفسرين أكدوا على أن السحر له تأثير على الإنسان، كما أكده علم النفس الحديث، فقد يؤثر في عقل المسحور وقلبه وبدنه نتيجة لتخيل المسحور بقدرة الساحر على قلب الوقائع كما لو أظهر له شيئاً مخيفاً أو حركة غريبة أو صور له تمويهات عجيبة.

وأوضح سماحته أنه لا خلاف بين الفقهاء في حرمة السحر وتعلمه وتعليمه والتكسب به في الجملة. كما يحرم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين، وإعطائهم الأموال.

وبيّن سماحته معاني الآية المباركة في تفسير ﴿النَّفَّاثَاتِ وهنّ النساء الساحرات اللاتي ينفخن ﴿فِي الْعُقَدِ جمع عقدة للتأثير على المسحور، و ﴿النَّفَّاثَاتِ جمع نفاثة، وهي المرأة الساحرة، مأخوذة من كلمة النفث يعني النفخ ﴿فِي الْعُقَدِ أو التفل في  اللباس أو قطع من قماش من أجل إيجاد العقد والتأثير على المسحور.

وتطرق الشيخ اليوسف إلى اختلاف العلماء والمفسرين حول حقيقة تأثير السحر في الإنسان، وأطالوا الكلام في ماهيته وحقيقته، وقولهم لو كان الساحر والمشعوذ يؤثر فعلاً لنفع في من يعملونه، ولغيروا به واقعهم نحو الأفضل، فالفقير منهم استغنى، والمريض شفي من سقمه، ولحلوا به الكثير من مشاكلهم؛ ولكن الواقع خلاف ذلك، وليس بمقدورهم النفع ولا الضرر.

وأكد سماحته على وجود السحر كعلم وواقع ولا يمكن انكاره، لما تشير إليه بعض الآيات القرآنية، والسنة النبوية الشريفة، لكن الخلاف يكمن في حقيقته وماهيته وتفاصيل ما يتعلق به، والأمر الثاني في ادعاء الكثيرين قدرتهم على حل المشاكل ومعالجة الأمراض وفك السحر وعقده، لكنهم في واقع الأمر دجالين ومحتالين هدفهم الحصول على أموال الآخرين بالباطل.

وأضاف سماحته إلى أن هناك عدة أنواع من العرافين والمشعوذين ممن يدعون كذباً علم المغيبات والاطلاع على أسرار الآخرين على أنه (معالج روحاني) وما أشبه من تسميات، أو يمتلك القدرة على تسخير الجن والملائكة والشياطين، لكنهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى محتالين يهدفون إلى جمع الأموال عن هذا الطريق.

وأوصى سماحته بأن يكون الإنسان فطناً في هذه الأمور وأن يستعذ بالله من شر الشيطان الرجيم، ومن شر السحر والحسد، ومن تلك النفوس المريضة والشريرة التي تسعى لنشر الفساد في المجتمع، ولذلك فالساحر ملعون لأنه يفعل الشر وينشر الفتن بين الناس ويفصل بين المرء وزوجه، ويفرق بين الناس.

وحذر سماحة الشيخ اليوسف من التهافت والذهاب إلى المشعوذين لأنهم سيقعون تحت حبائل دجلهم وكذبهم وخداعهم من أجل أخذ أموالهم بالباطل، والعاقل الفطن والمؤمن الكيّس لا يمكن أن   يذهب لأي مشعوذ أو ساحر أو دجال، فالذهاب إليهم حرام، ودفع المال إليهم حرام أيضاً.

اضف هذا الموضوع الى: