سماحة الشيخ عبدالله اليوسف (صورة أرشيفية)
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف الثامن من شهر محرم الحرام 1439ه الموافق 29 سبتمبر 2017م، عن " الشباب ومجالات المسؤولية" معتبراً أن الشباب لديهم القدرة النفسية والعقلية والجسمية على تحمل أعباء المسؤوليات الدينية والعائلية والاجتماعية وغيرها من مجالات المسؤولية الخاصة والعامة.
وقال سماحة الشيخ اليوسف إن من أهم الدروس التي يجب أن نستفيدها من نهضة الإمام الحسين هي مسألة تحمل المسؤولية، فالإمام الحسين إنما ثار ونهض واستشهد مع أصحابه وأهل بيته بدافع تحمل المسؤولية وهي إحدى دوافع النهضة الحسينية.
وأضاف سماحته قائلاً: الشباب باعتبارهم طاقة متدفقة وهي تمثل مرحلة العنفوان والقوة والحيوية والصحة عليهم أن يشعروا بحس المسؤولية، ونحن نجد في تفاصيل معركة كربلاء ثلة من الشباب الذين شاركوا في قيام الثورة الحسينية الخالدة التي جسدها التاريخ ملحمة للخلود.
ومن هؤلاء الشباب علي الأكبر والقاسم بن الحسن الذين كانوا في ريعان شبابهما لكنهما ضحوا بأنفسهما بدافع المسؤولية الدينية ووقفوا مع الإمام الحسين وآثروا الآخرة على الدنيا وقدموا أنفسهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الدين، فهذا الدرس يجب أن يستفيد منه شباب هذا العصر وفي كل عصر وهو تحمل المسؤولية، فالمسؤولية التزام وأمانة وهي تعبير عن رقي الإنسان وإنسانيته وهذا مما يتميز به الإنسان عن غيره من المخلوقات وهي كرامة من الله تعالى للإنسان تحمله مسؤولية كبيرة.
وحث سماحته الشباب على تحمل أعباء المسؤولية، وأن يتأهل الشاب علمياً وعملياً ليكون قادراً على تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه.
مستشهداً بسيرة الرسول وكيف كان يكلف الشباب في مهمات كبيرة لتحمل المسؤوليات الدينية كأمثال مصعب بن عمير الذي كان أول مبلغ للإسلام بعثه الرسول إلى المدينة المنورة، وعتاب بن أسيد الذي جعلة قائداً لمكة المكرمة عندما تم فتحها، وكان عمره 22سنة، وعين أسامة بن زيد قائداً للجيش الإسلامي لقتال الروم وكان عمرة 18 سنة.
مستفهماً سماحته عن أهم مجالات المسؤولية عند شباب اليوم؟
وأوضح سماحة الشيخ عبدالله اليوسف بأن هناك مسؤوليات عديدة تقع على الإنسان بصورة عامة والشباب بصورة خاصة من أهمها: مسؤولية الشاب سواء كان "ذكراً أو أنثى " تجاه نفسه بأن يهذبها ويزكيها بحسن الخلق وينميها بالعلم والمعرفة بأن يكون له دافع ذاتي من نفسه. فيوم القيامة هو المسؤول عن كل جوارحه التي تشهد عليه بما قام به وفعل.
ثم تطرق إلى المسؤولية الثانية وهي مسؤولية الشاب عن أهله وزوجته وأولاده وبيته بأن ينفق عليهم ويرعاهم ويحسن تربيتهم.
ثم أشار إلى المسؤولية الثالثة وهي مسؤوليته أمام مجتمعه فالمجتمع يتطور ويتقدم بأهله وبالشباب وما يبدله من جهد وخدمة تساهم في إظهاره بصورة أجمل وأرقى، وأن يكون عنصراً فعالاً في خدمة مجتمعه وأن يكون أداة بناء وتطوير في المجتمع.
وأوضح سماحته أنه في مقابل الشباب الذين يتحملون المسؤوليات الملقاة على عاتقهم نجد أن قسماً من الشباب لا يملكون حس المسؤولية ويعيشون حياة اللامبالاة والإهمال حتى تجاه أنفسهم، هؤلاء سيندمون مستقبلاً ولكن بعد فوات الأوان.
ومن ضمن المسؤوليات التي حث عليها سماحة الشيخ عبدالله اليوسف: مسؤولية الشاب الموظف تجاه وظيفته سواء في القطاع العام أو الخاص إذ يجب عليه أن يقوم بواجبه الوظيفي على أكمل وجه ويؤدي المهام الموكلة إليه وأن لا يسوف في إنجاز المعاملات وأن لا يقصر ولا يهمل ويتغيب عن عمله من غير عذر وأن يكون مخلصاً وأميناً في وظيفته، خصوصاً فيما يتعلق بأمور الناس وقضاء حوائجهم.
لافتاً سماحته إلى عظم مسؤولية الشباب بما يملكونه من طاقات ومواهب وعلم ومعرفة وعليهم أن لا يبددوا هذه الطاقات فيما لا يفيد لأنه كل واحد مسؤول عن طاقته وفكره وعما أعطاه الله من نعم يجب عليه أن يستثمرها في خدمة نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه.
وأشار سماحته أيضاً إلى أنه من ضمن المسؤوليات: مسؤولية الشاب تجاه كلمته، فالكلمة قد تبني وقد تهدم، قد تعمر وقد تخرب؛ فالإنسان مسؤول عن كلامه وعما يتحدث به ويقوم به فعليه أن يكون شديد الحرص في انتقاء كلامه وأفعاله، وأن يشعر بحس المسؤولية، فهناك البعض من الشباب للأسف لا يملك حس المسؤولية تجاه دينه وعمله ومجتمعه ونفسه وأهله فهذا أمر خاطئ يضر به قبل غيره، فالتهرب من المسؤولية والعزوف عنها أمر غلط يجب على الشاب أن يقف مع نفسه ليصلح من ذاته، حتى يكون قادراً على تحمل المسؤولية.
كما شدد سماحته في ختام الخطبة على أهمية مرحلة الشباب التي هي أكثر المراحل المهمة في حياة الإنسان بما يملكه من قوة وصحة وقدرة كامنة على تحمل المسؤوليات، فالأطفال ليسوا قادرين ولا يمكن توكيلهم بأي مسؤولية وأيضا كبار السن كذلك لأنهم عاجزون عن تحمل المسؤولية مباشرة، وربما يكونون في محل استشارة وأخذ الرأي والمشورة فقط، فلنستثمر مرحلة الشباب ونوظفها في القيام بالمسؤوليات والواجبات، وقد أشار أمير المؤمنين علي إلى أهمية مرحلة الشباب بقوله: «شَيئانِ لا يَعرِفُ فَضلَهُما إلّامَن فَقَدَهُما: الشَّبابُ، وَالعافِيَةُ».