الإمام الرضا والمشاركة السياسية
محرر الموقع - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
في حياة كل إمام من أئمة أهل البيت مواقف وأحداث هامة، ومن أهم الأحداث التي يجب دراستها بالتحليل والتأمل عند دراسة حياة الإمام الرضا هو مشاركة الإمام الرضا في الحكم العباسي عبر قبوله بولاية العهد للمأمون العباسي.
إن إعطاء المأمون ولاية العهد للإمام الرضا له ملابسات وحيثيات لابد من دراستها بموضوعية كي نفهم هذا الحدث التاريخي الهام.
لماذا قبل الإمام الرضا بولاية العهد؟
عرض المأمون على الإمام الرضا الخلافة ، فأعرض الإمام عن قبولها ورفض، ربما لأن المأمون كان يريد امتحان الإمام ، ومعرفة ماإذا كان راغباً في السيطرة على مقاليد الحكم، وهو الأمر الذي قاتل من أجله المأمون أخاه الأمين خمس سنوات حتى قتله من أجل السيطرة على الحكم! فهل يعقل بعد ذلك أن يسلم الحكم ببساطة للإمام الرضا؟!
وبعد امتناع الإمام من قبول عرض المأمون الخلافة عرض عليه ولاية العهد فاعتذر أيضاً عن قبولها، إلا أن المأمون أصر على ذلك وهدد الإمام بالقتل إن لم يقبل، فقبل مكرهاً.
دوافع المأمون لتنصيب الإمام الرضا ولياً للعهد:
كان هدف المأمون من إعطاء الإمام ولاية العهد هو التخلص من مشاكله السياسية، وتحقيق أهداف عدة ، ويمكننا تلخبصها في النقاط التالية:
1 - تحجيم دور الإمام الرضا عبر إبعاده عن قواعده الشعبية وجعله تحت المراقبة المباشرة.
2- القضاء على ثورات العلويين التي باتت تهدد الحكم العباسي.
3- إضفاء الشرعية على الحكم العباسي.
4- كسب أنصار أهل البيت.
5- تفتيت جبهة المعارضة الواسعة.
6-زعزعة ثقة الناس بالإمام والعلويين,
مكتسبات القبول بولاية العهد:
إن تنصيب الإمام الرضا ولياً للعهد قد حقق للإمام وللشيعة بعض المكاسب، ويمكن أن نحددها في النقاط التالية:
1- توضيح العقائد الحقة.
2- نشر منهج أهل البيت.
3- تصحيح الأفكار السياسية الخاطئة.
4- الاستفادة من إمكانات الدولة.
واختتم سماحة الشيخ محاضرته بالتساؤل التالي: لماذا رفض الإمام الخلافة؟ أليس يعد ذلك تفويتاً لفرصة ذهبية؟
وأجاب سماحته على هذا التساؤل بالقول:
1-إن الإمام لم يكن يثق بصدق المأمون في عرضه للإمام.
2- إن الأرضية السياسية لم تكن مهيأة لتولي الإمام مقاليد الحكم – على فرض صدق المأمون في عرضه_
وفي ختام اللقاء دار نقاش بين سماحة الشيخ والحضور أثرى الموضوع، وأضفى على اللقاء المزيد من الحيوية والتفاعل.
22/2/1426