سماحة الشيخ عبدالله اليوسف (صورة أرشيفية)
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 22 جمادى الأولى 1439هـ الموافق 9 فبراير 2018م على أهمية حسن الظن بالمؤمنين، لما له من آثار إيجابية سواء على صعيد الأفراد أم المجتمعات، ولما فيه من تنمية للعلاقات البينية بين الناس، وخلق الثقة والتعاون فيما بينهم.
وأضاف سماحته قائلاً: إن حسن الظن من أفضل السجايا، وأحسن المزايا، وأجزل العطايا، وأقوى الهدايا؛ فأحسنوا الظن بمن حولكم وبإخوانكم المؤمنين؛ تريحوا قلوبكم، وتحافظوا على سلامة دينكم، وتحوزوا محبة الناس من حولكم!
وأشار سماحته إلى حثّ الإسلام أتباعه على التحلي بحسن الظن تجاه المؤمنين، وحمل عمل المؤمن على الخير، وتجنب سوء الظن، واجتناب الظنون السيئة.
فقد روي عن رسول الله قوله: «اطلُبْ لأِخِيكَ عُذراً، فَإنْ لَم تَجِدْ لَهُ عُذراً فَالتَمِسْ لَهُ عُذراً»، ويقول أمير المؤمنين : «لا تَظُنَّنَّ بكَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أحَدٍ سُوءاً وأنتَ تَجِدُ لَها في الخَيرِ مُحتَملًا»، وهذا يعني حمل أي فعل أو قول من المؤمن على الخير، والبحث له عن عذر أو احتمال بحيث يؤول الكلام أو الفعل على محمل الخير، وتغليب حسن الظن على سوئه.
وأشار سماحته إلى تحذير القرآن الكريم من سوء الظن، حذراً من الوقوع في الإثم والمعصية، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾، فكل ظن سيئ يترتب عليه قول أو فعل يؤدي إلى الوقوع في الإثم والمعصية، وليس مجرد الظن القلبي الخالي من أي أثر، لأن ذلك لوحده ليس من اختيار الإنسان، أما ترتيب الأثر عليه فهو باختياره وإرادته.
وروي عن رسول الله تحذيره الشديد أيضاً من سوء الظن لأنه من أكذب الحديث، إذ يقول : «إيّاكُم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ»، وعنه قال: «إيّاكُم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الكَذِبِ».
وذكر سماحة الشيخ اليوسف أن سوء الظن ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي: سوء الظن بالله: وهو من أكبر الكبائر، والثاني: سوء الظن بالناس وهو منهي عنه في الجملة، والثالث: سوء الظن بالنفس: وهو أمر مرغوب ومطلوب حتى يحترس الإنسان من العُجب بنفسه، ويعمل على اتهام نفسه كي يصلحها ويهذبها.
وشدد سماحته على حاجة المجتمع إلى إشاعة ثقافة حسن الظن بين المكونات الاجتماعية المختلفة، وبين المؤمنين فيما بينهم، لما في ذلك من آثار إيجابية في تقوية العلاقات الأخوية بينهم، وإيجاد الأجواء الإيجابية في الوسط الاجتماعي العام، وإيجاد المناخ المناسب للتعايش والتسامح بين الناس.
وعن آثار سوء الظن قال سماحة الشيخ اليوسف: إن آثاره السلبية كثيرة ومدمرة: فكم فسدت من العلاقات بين الأصدقاء بسبب سوء الظن! وكم تنكدت حياة أسر وعوائل بسبب سوء الظن! وكم وجدت من الفتن والأحقاد والضغائن بسبب سوء الظن! وكم تباعدت القلوب عن بعضها وتشاحنت النفوس فيما بينها بسبب سوء الظن!
ودعا سماحته إلى الأخذ بقاعدة: (حسن الظن) لأنها من القواعد الإسلامية التي يدعو إليها الإسلام في بناء العلاقات بين المؤمنين، وفي تقوية أواصر المحبة والمودة بين الناس، وفي إشاعة الروح الإيجابية بين العاملين في خدمة المجتمع.
وختم كلامه بالدعوة إلى تغليب حسن الظن على سوء الظن، وحمل عمل المسلم على الصحة، والأخذ بصلاح الظاهر، والابتعاد عن الظنون السيئة، لأن بعضها أثم ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾.