مؤكداً على أن الإمام الكاظم (ع) أصّل لحجية العقل
الشيخ اليوسف: العقل حجة الحجج وأصل رئيس في منظومة الاجتهاد
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته على الحضور (صورة أرشيفية)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته على الحضور (صورة أرشيفية)

تحدث سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 26 رجب 1439هـ الموافق 13 إبريل 2018م عن مكانة العقل وفضله وشرفه في النصوص الدينية، وأن العقل حجة الحجج، وأصل رئيس في منظومة الاجتهاد، وشرط في التكاليف الشرعية.

وأضاف قائلاً: للعقل مكانة متقدمة وعظيمة في الفكر الإسلامي، والثقافة الدينية، لما له من آثار وثمار في منهج البناء العلمي للأفراد والأمة.

واعتبر سماحته أنه كلما ازداد الإنسان نضجاً ورشداً ووعياً وفهماً وعلماً ابتعد عن البدع والخرافات وذلك أن العقل يدعو إلى الأخذ بالعلم وتجنب الوقوع في الخرافات لأنه ليس لها أي أساس علمي أو عقلي أو شرعي.

وأوضح أن جميع المجتمعات البشرية بما فيها المجتمعات غير المسلمة تعاني من الأخذ ببعض الخرافات المختلفة نوعاً وكماً نتيجة اتباع عادات وتقاليد موروثة أو أوهام نفسية متوهمة.

وتحدث سماحة الشيخ اليوسف بشيء من التفصيل حول رسالة الإمام الكاظم التي بعثها إلى أبرز تلامذته وهو هشام بن الحكم عن العقل وآثاره وفوائده وحجيته ومكانته وفضله، معتبراً إياها بأنها في غاية الأهمية لأنها تحتوي على دلالات ومفاهيم أساسية في منهج البناء العلمي، وقد أصّلت لحجية العقل في الفقه الإسلامي والفكر الديني.

ومما جاء في هذه الرسالة حول حجية العقل قول الإمام الكاظم : «إنَّ للَّهِ عَلَى النّاسِ حُجَّتَينِ‏: حُجَّةً ظاهِرَةً، وحُجَّةً باطِنَةً، فأمّا الظّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ والأنبِياءُ والأئمَّةُ عليهم السلام، وأمّا الباطِنَةُ فَالعُقولُ».

وعنه أيضاً قال: «إنَّ اللَّهَ تباركَ و تعالى‏ أكمَلَ لِلنّاسِ الحُجَجَ بِالعُقولِ، ونَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالبَيانِ، ودَلَّهُم عَلى‏ رُبوبِيَّتِهِ بِالأدِلَّةِ ».

 ولفت سماحته إلى أن حجية العقل من الأمور البديهية التي لا تفتقر إلى دليل، ولا تحتاج إلى برهان؛ لأن العقل هو الذي يستدل به على الأشياء، ولا يستدل بالأشياء عليه، إذ لا سبيل لمعرفة العقل إلا بالعقل نفسه.

وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن العقل هو المصدر الرابع من مصادر التشريع في الإسلام، والمراد بالدليل العقلي: كل حكم للعقل يوجب القطع بالحكم الشرعي.

 وذكر أن المجتهدين المتأخرين – واستناداً إلى الدليل العقلي- قد أحدثوا قواعد فقهية جديدة، وعدلوا كثيراً من القواعد الفقهية القديمة، وطعّموا مختلف أبواب الفقه خصوصاً في باب المعاملات وفقه المجتمع والحياة.
 
ودعا سماحته إلى إعمال العقل في جميع مجالات الحياة، وتنميته وتقويته بما يساعد على مواكبة المتغيرات الزمانية والمكانية، وخصوصاً في هذا العصر الذي يتميز بسرعة المتغيرات فيه، فكل شيء بات يتغير بسرعة فائقة.

 وأشار إلى أن الإنسان يعرف بعقله كما جاء عن امير المؤمنين : «الإنسان بعقله»، وليس بشكله ومظهره الخارجي.

وقال: إن العقل يمكن تنميته من خلال تدريبه وتمرينه على التفكر والتفكير، فقد قال الإمام الكاظم : «إنَّ لِكُلِّ شَي‏ءٍ دَليلًا، ودَليلُ العَقلِ التَّفكُّرُ».

وأوضح أن غياب رجاحة العقل يوقع الإنسان في الكثير من المشاكل الحياتية والعملية، وأنه يمكن تجاوز الكثير منها من خلال استخدام العقل قبل الإقدام على أي فعل أو قول أو سلوك.

اضف هذا الموضوع الى: