سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي كلمته على الحضور (صورة أرشيفية)
|
قال سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في كلمة ألقاها في محفل "رسالة" للعمل التطوعي الذي أقامته جمعية تاروت الخيرية مساء الجمعة 17 رمضان 1439هـ الموافق غرة يونيو 2018م على أن الإسلام لم يكتفِ بالتشجيع والحث على العمل التطوعي فحسب بل اعتبره جزءاً من العبادة ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ﴾ فالخير والأجر يعود على المتطوع نفسه أولاً وعلى المحيط والمجتمع ثانياً.
وأشار سماحته بأن السعادة والراحة النفسية أحد آثار التطوع على الفرد فضلاً عن فوائده الجمّة على المجتمع، فهو يساهم في إنماء المجمع وتطويره وتقدمه.
وشدد اليوسف على أن أحد أبرز مقومات المجتمع هو وجود المؤسسات التطوعية فيه مما يدل على فاعليته وديناميكيته وحيويته.
كما اعتبره جزءاً هاماً وأساسياً من عمل الرجل والمرأة في المجتمع، لأن كل فرد عليه أن يكون عضواً فاعلاً في إنماء المجتمع.
وأثنى سماحته على جهود وأعمال المتطوعين والمتطوعات في جمعية تاروت الخيرية ودورهم الفعال في خدمة قضايا المجتمع.
وأشار إلى أن المجتمعات المتطورة تتميز بوجود المؤسسات التطوعية الفاعلة بها في مختلف مجالات التطوع وأفعال الخير.
وأوضح بأن علماء الاجتماع يصنفون العمل التطوعي إلى قسمين: السلوك التطوعي، ويراد بها: الممارسات التطوعية التي يقوم بها الإنسان استجابة لظروف طارئة كإنقاذ الغرقى ومساعدة المرضى أو في حال اندلاع الحرائق وحدوث الكوارث والزلازل. وينبع هذا السلوك التطوعي من الشعور الإنساني أو الموقف الأخلاقي أو الدافع الـديني ...أو كل ذلك معاً، من دون أي مقابل مادي وعن طيب نفس.
أما القسم الآخر فهو الفعل التطوعي، والمقصود به الممارسات التطوعية التي يقوم بها الإنسان في جميع الحالات وبصورة دائمة بهدف تطوير المجتمع وانمائه، والدافع إليه هو الإيمان بأهمية العمل التطوعي وضرورته، ولا يأتي نتيجة لـحوادث طارئة وإنما هو عمل قائم بذاته.
وشدد اليوسف قائلاً: إننا اليوم بحاجة لتفعيل ثقافة العمل التطوعي في شتى مجالات الحياة، وأن التطورات الراهنة في المجتمع قد ولّدت مجموعة من الحاجات التي يحتاجها مجتمعنا اليوم والتي هي بحاجة إلى تفعيل العمل التطوعي فيها.
وأكد على أن تفعيل العمل التطوعي بمختلف أبعاده يساهم في مسيرة الإنماء والتطور والتقدم في المجتمعات الإنسانية.
ونوّه إلى ضرورة وجود اللجان التطوعية ومؤسسات الخدمة الاجتماعية حتى تقوم بقيادة العمل التطوعي بسواعد أهالي المنطقة وكافة أبناء المجتمع.