سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (صورة أرشيفية)
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 6 ذو القعدة 1439هـ الموافق 20 يوليو 2018م على أهمية نشر ثقافة الاحترام بين الناس، وأن احترام الآخرين وتوقيرهم دليل على الرقي والتحضر والوعي.
وأضاف: إن الاحترام صفة أخلاقية حميدة، وحاجة إنسانية نبيلة، وهي قاعدة مهمة في بناء العلاقات العامة، وكسب ود الآخرين ومحبتهم، والاستزادة من الأصدقاء والمعارف.
وقال: لقد حثت النصوص الدينية على الاحترام والتوقير، فعن الإمام الباقر قال: «عَظِّمُوا أَصْحَابَكُمْ وَوَقِّرُوهُمْ، وَلَايَتَهَجَّمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ»، وقال الإمامُ الصّادقُ : «عَظِّمُوا كِبارَكُم وصِلُوا أرحامَكُم»، وعنه قال: «إنّه مَن عَظَّمَ دِينَهُ عظَّمَ إخْوانَهُ، ومَنِ استَخَفَّ بِدينِهِ استخَفَّ بإخْوانِهِ»، وعنه قال: «ليسَ مِنّا مَن لَم يُوَقِّرْ كبيرَنا ويَرحَمْ صَغِيرَنا»، فإظهار التعظيم والتوقير والإكبار من تجليات الاحترام، وهو ما يجب فعله مع المؤمنين والأصدقاء والأرحام وغيرهم.
وتابع: في المقابل ورد النهي عن الإسقاط أو الاحتقار أو التصغير أو السخرية أو الغمز واللمز كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. وقول الإمام الباقر : «وَلَايَتَهَجَّمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ» ، فما يقوم به البعض من التهجم أو الاحتقار أو السخرية تجاه من يختلف معهم، أو تجاه بعض الناس مخالف لتعاليم الإسلام ووصاياه.
وأشار إلى أن الاحترام مطلوب في العلاقات الإنسانية بصورة عامة، ومطلوب أكثر بين الأرحام والأقارب، كاحترام الأولاد لآبائهم وأمهاتهم، واحترام الزوجين لبعضهما، واحترام الصغير للكبير، واحترام الأرحام بعضهم للبعض الآخر.
وأضاف: كذلك الاحترام يجب أن يكون سائداً بين الأصدقاء والمعارف، فبالاحترام تدوم الصداقة، وبغيابها تنتهي أية علاقة إنسانية، لأن الإنسان بطبعه يحب أن يكون محترماً ومقدراً.
ثم تحدث سماحة الشيخ اليوسف عن مظاهر وتجليات الاحترام، وذكر من مظاهره وتجلياته الكلام الطيب، والكلام اللطيف مع الآخرين، ولذلك ورد عن رسول الله أنه قال: «مَن أكرَمَ أخاه المسلمَ بكَلِمةٍ يُلْطِفُهُ بها ومَجْلسٍ يُكرِمُهُ به لم يَزَلْ في ظلِاللَّهِ عزّ وجلّ مَمْدوداً عليهِ بالرَّحْمةِ ما كانَ في ذلكَ»، فعل الإنسان المحترم أن يعود نفسه على طيب الكلام مع الآخرين حتى يشعرهم بأنهم في محل الاحترام والتقدير، ويتجنب الكلام الخشن والسيء لأنه يشعر الآخرين بعدم الاحترام والتقدير.
وأوضح أن من مظاهر الاحترام أيضاً الاهتمام والعناية بالآخرين، فأنت عندما تبرز اهتمامك وعنايتك وتقديرك لمن هم حولك، ولمن تتعامل معهم من الأصدقاء والزملاء وغيرهم، فهذا يدل على احترامك وتقديرك لهم.
واعتبر أن الإكرام والتكريم من مظاهر الاحترام أيضاً، فالإنسان الذي كرمه الله تعالى بالعقل والعلم والفهم كما في قوله: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ يستحق التكريم، ومن مظاهره إظهار الاحترام له.
وأكد على أن مما يدل على احترامك للآخرين أيضاً هو حسن الاستقبال لهم، والترحيب الحار برؤيتهم وزيارتهم، وإخبارهم بسعادتك وشوقك لهم.
ولفت إلى أنه إذا لقيت أي إنسان، أو زارك أحد في مجلسك، فرحب به أشد الترحيب، واستقبله بحرارة، فهذا من مظاهر الاحترام والتقدير.
فقد روي عن رسول الله أنه قال: «بالدّاخِلِ دَهشَةٌ فَتَلَقَّوهُ بِمَرحَباً » ، وقال : «مَن قالَ لأخيهِ المؤمنِ: «مرحباً»، كَتَبَ اللَّهُ تعالى له «مَرْحَباً» إلى يومِ القيامةِ » .أي يوسع عليه في دنياه وآخرته.
ورأى أنه ليس من الاحترام ولا من الأخلاق ألا تكترث بمن تقابله أو تراه أو يأتي إليك، أو تتعامل معه ببرود وتجهم وعبوس.
وأشار إلى أن من مظاهر الترحيب: أن تسلم على من تلقاه بحرارة، وتبتسم له ابتسامة صادقة، وتخبره بشوقك إليه، وتظهر له عنايتك وإكرامك له.
وختم بالقول: إن الترحيب الحار دليل على الاحترام والتقدير للآخرين، أما الاستقبال البارد، وعدم الاكتراث بهم فدليل على غياب الاحترام، وانعدام الأخلاق، وقلة الوعي.