سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (صورة أرشيفية)
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 5 ذو الحجة 1439 هـ الموافق 17 أغسطس 2018م على أهمية الاحتفاء بعيد الأضحى كعيد الفطر في ضرورة الحرص على الاتيان بصلاة العيد والاستماع إلى الخطبتين، وزيارة الأهل والأرحام والأصدقاء والجيران وغيرهم، وإظهار مظاهر الفرح والسرور بهذه المناسبة الدينية والجميلة والمهمة.
وأضاف: يوم العيد ليس يوماً عادياً كسائر الأيام، بل هو يوم متميز من جميع الجهات والأبعاد، فهو يوم جعله الله تعالى للمسلمين عيداً، لذلك ينبغي إحياء هذا اليوم بأفضل إحياء، والاتيان بكل مستحباته وسننه وآدابه، وعدم التساهل في ذلك؛ لأنه شعيرة من شعائر الإسلام الكبرى التي يجب الحفاظ عليها.
وأكّد على أهمية الحاجة إلى الفرح والسرور في حياة البشر، وأن العيد من المناسبات الجميلة والتي تدخل الفرح والسرور في قلوب المسلمين، وأنه كما توجد مناسبات أليمة وحزينة توجد مناسبات أخرى تبعث على السرور والبهجة كالعيد.
وشدّد على أن ما يُشاع من أن عيد الأضحى خاص بالحجاج لا أصل له؛ بل هو عيد جعله الله تعالى لكافة المسلمين أينما كانوا، ولذلك نجد أن عامة المسلمين يحرصون على الاحتفال بالعيد في كل مكان، والاحتفاء به.
وأسف الشيخ اليوسف لتساهل قسم من الناس في المجتمع بهذا العيد، وعدم الحرص على الاتيان بصلاة العيد، وكأنه ليس عيداً عندهم ينبغي الاحتفاء به بذريعة أنه عيد خاص بالحجاج فقط!
وأضاف: في الماضي القريب كان الاهتمام بعيد الأضحى كبيراً، والناس تفتح مجالسها وديوانياتها لاستقبال المهنئين بالعيد، أما اليوم فقد تقلص الاهتمام والاحتفاء بعيد الأضحى وهو ما يجب تداركه، والعناية بهذا العيد كعيد الفطر تماماً.
ومن جهة أخرى بيّن سماحة الشيخ اليوسف أن يوم العيد هو يوم للعبادة والتقرب من الله تعالى، فيستحب للمؤمن الاتيان بصلاة العيد قبل الظهر، وأن يذهب للصلاة على وقار واتزان وسكينة، وأن يغتسل قبل الصلاة، وبعد الصلاة يستحب له أن يذبح أضحية قربة إلى الله تعالى، وامتثالاً لقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ حيث ذهب كثير من المفسرين إلى أن المقصود بالصلاة هنا صلاة عيد الأضحى، ثم ذبح الأضحية تقرباً إلى الله عزّ وجلّ.
وتابع: يستحب بعد صلاة المغرب والعشاء من ليلة عيد الفطر، وبعد صلاة الفجر من يومه، وكذا بعد صلاة عيد الفطر أن يأتي بهذه التكبيرات: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله على ما هدانا، وله الشكر على ما أولانا» ويضيف في عيد الأضحى: «الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد لله على ما أبلانا».
وأشار إلى أن التهليل والتكبير والتحميد من المستحبات التي تزين الأعياد، فقد روي عن رسول اللَّهِ أنه قال: «زَيِّنوا أعيادَكُم بِالتَّكبيرِ»، وعنه قوله: «زَيِّنوا العيدَينِ بِالتَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ والتَّقديسِ».
ودعا إلى التزاور والتواصل في يوم عيد الأضحى، لما له من آثار اجتماعية إيجابية، فالناس إنما يتزاورون في يوم العيد لتهنئة بعضهم البعض بهذه المناسبة الجميلة، وهو ما يؤدي إلى المودة والمحبة والتآلف بين القلوب.
وقال: إذا كانت الزيارة والتزاور بين الناس أمر راجح في نفسه في كل الأوقات والمناسبات، فإن ذلك يترجح أكثر وأكثر في يوم العيد، بل هو أمر مندوب إليه في الشرع.
واعتبر: أن يوم العيد فرصة مميزة للتزاور بين الناس، فقد روي عن رسول الله قوله: «الزِّيارَةُ تُنبِتُ المَوَدَّةَ» ، فالتزاور بين الناس -بالإضافة إلى استحبابه- ينبت المودة بينهم، ويعزز من المحبة فيما بين الناس، ويذيب أي خلافات أو خصومات قد تحصل فيما بينهم، ويوم العيد أفضل مناسبة لتحقيق كل ذلك.
وأبدى أسفه لتقلص عادة التزاور بين الناس في السنوات الأخيرة وخصوصاً في عيد الأضحى، فأصبح بعض الناس ينامون صباح يوم العيد، ولا يهتمون بزيارة أرحامهم وأقاربهم وأصدقائهم، وهذا شيء لا يتلاءم مع أهداف وفلسفة يوم العيد.
وختم خطبته بالدعوة إلى جعل يوم العيد فرصة للتلاقي والتزاور والتحابب بين الناس بما يقوي العلاقات الاجتماعية فيما بينهم، وبما ينمي من التماسك الاجتماعي، ويعزز من التواصل الاجتماعي بين عامة الناس.