داعياً إلى الاقتداء بالسيدة فاطمة الزهراء (ع) في حياتنا المعاصرة
الشيخ اليوسف: القناعة في العيش بين الزوجين تجلب السعادة والراحة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة

أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 2 جمادى الآخر 1440 هـ الموافق 8 فبراير 2019م على أهمية الزهد في الدنيا، والقناعة في الحياة، والابتعاد عن الإسراف والتبذير.

وأضاف: إن القناعة في العيش بين الزوجين يؤدي إلى الشعور بالسعادة والراحة، يقول أمير المؤمنين : «القَناعَةُ أهنَأُ عَيشٍ»، وعنه قال: «أطيَبُ العَيشِ القَناعَةُ».

وانتقد حالة التباهي والفشخرة قائلاً: لقد أصبح الكثير من النساء اليوم يتفاخرن بما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات الكثيرة والمتعددة، وبكثرة الألبسة المتنوعة والفاخرة، وخصوصاً في المناسبات الاجتماعية، وأصبح التباهي والتفاخر هو الأمر السائد بفعل انتشار الثقافة الاستهلاكية، وسيطرة حالة التفاخر والفشخرة خصوصاً في الوسط النسائي.

ودعا المرأة المعاصرة إلى الاقتداء بسيدة النساء في أن تعيش حياة بسيطة، بعيدة كل البعد عن الإسراف والتبذير، والقناعة بما تيسر، وبما قسم الله تعالى للإنسان، وتجنب العقد والتكلف في الحياة.

وأوضح أن السيدة الزهراء كانت تعيش القناعة مع زوجها أمير المؤمنين ، فلم تطلب منه شيئاً من أمور الدنيا، ولم تكلفه يوماً بما لا يطيق، بل حتى بما يطيق ويقدر عليه.

وعندما يعلم أمير المؤمنين بعدم وجود طعام في البيت يقول لها: يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً؟

فتقول : «يا أبا الحسن إني لأستحي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر عليه».

وأشار إلى أن السيدة الزهراء عاشت طول حياتها عيشة الزهّاد، فلم تأبه ببهارج الدنيا وما فيها؛ فكان فراشها جلد كبش، ووسادتها محشوة من الليف، ودارها مفروشة بالتراب والرمل، ولباسها خلِق ومرقع وخشن، وكساؤها مِن ثَلَّةِ الإِبِلِ، وكانت مع ذلك تحمد الله على نعمائه، وتشكره على آلائه؛ وقد تجرعت مرارة الدنيا من أجل حلاوة الآخرة.

وقال: عرفت السيدة الزهراء بين الخاصة والعامة بالزهد عن الدنيا والرغبة في الآخرة، حتى أنها سميت بالبتول لانقطاعها عن الدنيا، فكأنما خلقت للآخرة، ولم تكن تهتم بشيء من متاع الدنيا وزخرفها لشدة زهدها وتقواها.

واعتبر أن في حياة السيدة الزهراء درس عظيم للمرأة المعاصرة في ضرورة الاقتداء والتأسي بها ، والعيش ببساطة وزهد، والقناعة في العيش، وتجنب تكليف الزوج بما لا يطيق من طلبات كثيرة في اللباس والفراش وتأثيث الدار وغيرها.

واستطرد بالقول: إذا كان من المستحب للزوج الذي أنعم الله عليه أن يوسع على عياله، فإن على المرأة أن تراعي حال زوجها إذا ما ضاق رزقه، وتكاثرت عليه الديون والقروض، وأن تقلل من الطلبات والمستلزمات الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها، والاقتصار على الأشياء الضرورية والأساسية.

ودعا إلى استحضار سيرة السيدة فاطمة الزهراء في واقعنا وحياتنا المعاصرة، وأن الاقتداء بها يجب ان يكون بالفعل والسلوك وليس بالكلام وحده، وأن نسير على نهجها، ونتأسى بحياتها وزهدها وتقواها وورعها.

وختم خطبته بالقول: على المؤمن ألاّ ينسى الآخرة، ويلهث وراء الدنيا، فنهاية الإنسان هو القبر، ولن يأخذ معه شيئاً من هذه الدنيا ومتاعها إلى قبره، وأن الدنيا في نظر أولياء الله لا تساوى شيئاً، وأن على المؤمن ألا يتخاصم مع أقربائه وأرحامه وغيرهم من أجل متر من الأرض أو حفنة من المال أو متاع زائل من الدنيا.

اضف هذا الموضوع الى: