غلاف كتاب: أصول التسامح في الإسلام. ط 1، 1441 هـ - 2020م
|
صدر في بيروت عن دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف كتاب جديد لسماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف بعنوان: (أصول التسامح في الإسلام)، الطبعة الأولى 1441 هـ - 2020م، ويقع في 295 صفحة من الحجم الكبير.
ومما جاء في مقدمة الكتاب للمؤلف:
يعتبر التسامح فضيلة وقيمة مهمة من القيم والفضائل التي حثّ عليها الإسلام، ودعا إلى التحلي بها، وأمر أتباعه بالتخلق بالسماحة والعفو والصفح والرحمة والرأفة والرفق في التعامل والسلوك، وأوصى بالإحسان والبر إلى جميع فئات ومكونات المجتمع حتى يعيش الجميع في أمن وأمان وسلام واستقرار وتعاون ومحبة وانسجام.
ومجتمعنا اليوم بحاجة ماسة وشديدة إلى روح التسامح الفعّال والتعايش الإيجابي بين مختلف المكونات الدينية والمذهبية والفكرية والثقافية المكونة لكيان المجتمع وإطاره العام.
ونتيجة لتقنية المعلومات والاتصالات الحديثة فقد أصبح العالم قرية واحدة، تتقارب فيه الثقافات، وتتفاعل بينه الحضارات، وقد ارتفعت فيه الحواجز الزمانية والمكانية بين الشعوب والأمم المختلفة في أرجاء المعمورة؛ مما يجعل التسامح ليس فضيلة وقيمة فحسب؛ وإنما ضرورة ملحة، وحاجة أساسية لتوليد التعاون والتكامل والتعايش بين مختلف الشعوب والأمم.
وقد أصبح الحديث عن التسامح ووجوب ترسيخه في المجتمع الإسلامي من الأمور المهمة للغاية لبناء السلام والتعايش بين مختلف المكونات المجتمعية والدينية والفكرية.
وبيّن المؤلف أهمية دراسة التسامح من عدة أبعاد وجوانب مهمة، ومنها: إعلاء قيمة وثقافة التسامح من خلال الارتكاز على النصوص الدينية، وسيرة العظماء الأخلاقية والإنسانية؛ والتأكيد على إنسانية الإسلام، وأنه دين يدعو إلى التسامح والانفتاح والاعتدال والتعقل والسلام؛ وحاجة المجتمعات الإنسانية إلى ثقافة التسامح الفعال والتعايش الإيجابي، ومواجهة ثقافة الكراهية والتطرف والعنف.
وعن أهداف الدراسة، قال المؤلف: تهدف هذه الدراسة عن أصول التسامح إلى تحقيق عدة أهداف رئيسة، أبرزها: بيان أن الإسلام يدعو ويشجع ويحث على التسامح والعفو والصفح والإحسان والحلم والرفق والرحمة.... وغيرها من الصفات الأخلاقية الدالة على ثقافة التسامح مع الذات والآخر؛ و توضيح أن التسامح لا يقتصر على جانب معين من جوانب شؤون الحياة، بل يشمل كل الجوانب والأبعاد، كما أنه حاجة إنسانية مستمرة، لا تختص بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان، أو جماعة دون أخرى، أو طائفة دون الطوائف الأخرى؛ ونشر ثقافة التسامح في واقعنا المعاصر، سواء على الصعيد الفردي أم على الصعيد الاجتماعي، أم على المستوى الجماعي كمجتمعات إنسانية متعددة الأديان والمذاهب والمدارس الفكرية، ومتنوعة الأعراق والأجناس والثقافات، حيث بات من الضروري للغاية الاهتمام بنشر ثقافة التسامح والتعايش بين الناس، ونبذ خطاب الكراهية والتعصب والتطرف.
وقد احتوت هذه الدراسة بعد المقدمة على الحديث عن منهج الدراسة الذي اتبعه الباحث في دراسته، وقد قسم الكتاب إلى خمسة فصول وخاتمة.
وقد بدأ المؤلف في الفصل الأول لهذه الدراسة بتحرير مفهوم التسامح لغة واصطلاحاً مروراً بالحديث عن التسامح في القرآن الكريم والسنة الشريفة، وختم هذا الفصل بتوضيح معنى التسامح.
وفي الفصل الثاني والمعنون بــ (قواعد التسامح في الإسلام) تناول المؤلف بالبحث فيه عن أصول وقواعد وجذور التسامح في الإسلام.
أما الفصل الثالث والذي جاء موسوماً بــ (أخلاقيات التسامح) فقد تمّ التطرق فيه إلى الأخلاقيات المرتبطة بالتسامح وهي: التواضع، والصبر، والحلم، والعفو والصفح، والرأفة، والرحمة، والإحسان والكرم.
وفي الفصل الرابع والذي جاء بعنوان: (أقسام التسامح) سلط فيه الباحث الأضواء على أقسام التسامح، والاستدلال على كل قسم بما ورد من نصوص دينية ومنهجية في التسامح في كل أقسامه وأبعاده.
أما الفصل الخامس والأخير فقد عنونه المؤلف بــ (ثقافة التسامح وبناء المجتمع) وبيان الحاجة الماسة في عصرنا للتسامح المذهبي والديني والفكري والاجتماعي حتى تنعم مجتمعاتنا الإسلامية بالأمن والأمان والاستقرار والسلام والتعايش.
وأنهى الباحث هذه الدراسة بخاتمة عبارة عن نتائج وتوصيات الدراسة التي توصل إليها من خلال تناوله لقيمة وفضيلة التسامح.