الشيخ عبدالله اليوسف لصحيفة اليوم: الحوار يساهم في إثراء المعارف والأفكار
محرر الموقع - « صحيفة اليوم - عقيلة آل حريز » - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
نشرت صحيفة اليوم في عددها11788 ليوم الجمعة 19/8/1426هـ الموافق 23/9/2005م تصريحاً لسماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (حفظه الله ) عن أهمية الحوار في إثراء الأفكار والمعارف وإنضاجها، وهذا نصه:
اعتبر الشيخ (عبد الله اليوسف) إن الحوار هو إثراء للمعارف والأفكار كما يعتبر وسيلة حضارية مهمة للتعارف والتواصل بين الثقافات والمذاهب الفقهية والمدارس الفكرية المختلفة، فبالحوار يمكن لكل طرف أن يتعرف على الآخر بصورة واضحة وصريحة ، كما أن الحوار يساهم في إثراء المعارف والأفكار ، وإنضاج الآراء والنظريات، وتقريب وجهات النظر بين أهل العلم والرأي والفكر، وقد عانت الأمة الإسلامية ولا تزال من الحروب والصراعات الداخلية نتيجة لغياب الحوار بين مختلف المذاهب الفقهية والمدارس الفكرية مما أدى إلى استنزاف طاقات المسلمين وإمكانياتهم وثرواتهم في حروب عبثية و فتن مدمرة، وقال الشيخ اليوسف مؤكداً أنه لا سبيل لتجاوز تلك الظاهرة المرضية إلا بتبني فكرة الحوار والبحث عن القواسم المشتركة بين المسلمين ، والتركيز على نقاط الاتفاق ، وتفهم مسائل الخلاف وأسبابه الموضوعية مع أهمية الحفاظ على أخلاقيات الحوار ، وآداب الاختلاف ، وذلك بهدف تعميق التحاور والتسامح بين جميع المسلمين رغم اختلاف مدارسهم الفكرية ، ومذاهبهم الفقهية.
إن تعميم ثقافة الحوار والتسامح بين مختلف المذاهب الإسلامية ، بما يشيع أجواء المحبة والمودة بين أبناء الوطن الواحد ، هو خطوة أكثر من مهمة لتمتين أواصر التماسك والترابط الاجتماعي، وبناء الجبهة الداخلية على أسس متينة، فالتنوع المذهبي، والتعدد الثقافي والفكري هو أمر واقع في مجتمعنا وفي كل مجتمع ، وفتح باب الحوار على مصراعيه بين مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية ، يُسهم بفاعلية في إرساء و تمتين ( الوحدة الوطنية ) وإثراء الساحة الفكرية والعلمية والثقافية في بلادنا ، وإذا كان للحوار إيجابياته المهمة في إنماء السلم الأهلي في المجتمع ، فإن لغيابه الكثير من السلبيات والعيوب ولعل أهمها إشاعة التطرف والتشدد والتعصب ، وانتشار ثقافة الكراهية بين المسلمين، ولذلك يجب السعي في تنمية روح الحوار مع الذات كما هي مع الآخر، وتفعيل آلياته ، وبلورة ثقافة جديدة للحوار الوطني ، ووضع برامج جديدة لخلق الأرضية المناسبة لنجاح الحوار بين مختلف المذاهب الإسلامية ، بل والحوار مع مختلف الديانات بما يساهم في خلق التعارف الحضاري بين مختلف البشر. ومن جهة أخرى يجب رفض كل ثقافة تدعو إلى الفرقة والتفرق أو التحارب والتصادم بين أتباع المذاهب الإسلامية، أو بين أتباع الديانات المختلفة.
19/8/1426
اضف هذا الموضوع الى: