غلاف كتاب: من منبر الجمعة، ط. 1، 1443هـ - 2022م
|
يوم الجمعة هو سيد الأيام وأفضلها، وله خصوصيات وآداب ومستحبات كثيرة، ومنها: التباكر إلى المسجد، والسبق إليه لحضور صلاة الجمعة أو الجماعة، والإكثار فيه من التضرع والدعاء وطلب الرحمة والمغفرة، والتصدق بالميسور على الفقراء والمساكين والمحتاجين، والإتيان بالغسل والتطيب، ولبس أفضل الملابس وأنظفها ... وغير ذلك.
وقد خصّ القرآن الكريم يوم الجمعة بالذكر في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [سورة الجمعة: 9] فالتنادي إلى صلاة الجمعة أو الجماعة في يوم الجمعة من الأمور المهمة في التشريع الإسلامي لما لاجتماع الناس في بيت من بيوت الله من دلالات ورموز دينية واجتماعية وأخلاقية.
ومن أهم ثمرات الصلاة جماعة أو جمعة في يوم الجمعة الاستماع إلى الخطبة التي يلقيها إمام الجماعة للمصلين، والتي تشتمل على الوعظ والإرشاد والتوجيه والنصح، فلا يخرج المصلي إلا وقد استفاد فائدة أو أكثر مما استمعه من خطيب المسجد وإرشاداته الدينية والمعرفية والعلمية.
وكتابة ما يلقيه الخطيب من خطب متنوعة في يوم الجمعة هو ثمرة أخرى يحفظها من الضياع والنسيان، ويستفيد منها كل من يبحث عن المعرفة الدينية، وتبقى محفوظة في المكتبات الخاصة والعامة.
وقد اطلعتُ على ما كتبه الشيخ حسن آل حسين (دام توفيقه) مما ألقاه من خطب وأحاديث على المصلين في يوم الجمعة، فوجدتها أحاديث متنوعة ومناسبة للجميع، وتلامس شؤون الفرد وقضايا المجتمع، وتتنوع في أبعادها المعرفية: الدينية والأخلاقية والاجتماعية وغيرها، ويحرص على تدعيم خطبه وأحاديثه بالنصوص الدينية والحِكَم والقصص وأقوال الأعلام مما يجعلها أكثر قبولاً وجاذبية عند عامة المتلقين لها.
ومما يؤسف له أن قلة من أئمة الجماعة الذين يحرصون على كتابة ما يلقونه على المصلين من خطب في يوم الجمعة، ولو أن كل إمام جماعة أو جمعة كتب ما يلقيه على الناس في يوم الجمعة لكان حصاد ذلك موسوعة كبيرة من خطب وأحاديث الجمعة بحيث تضيف إلى المكتبة الإسلامية بعداً مهماً من حقول المعرفة والفكر الديني.
وهذا الحرص من الأخ الشيخ آل حسين (دام مجده) -وأمثاله- على كتابة ما يلقيه على المصلين من أحاديث في يوم الجمعة ينبغي أن تدفع بالآخرين إلى كتابة بحوثهم وخطبهم كي يُستفاد منها، وتكون مصدراً من مصادر العلم والمعرفة، وحتى لا تقتصر الفائدة منها على الحاضرين في المسجد؛ فزكاة العلم نشره بين الناس.
نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الكاتب الشيخ حسن آل حسين في نشاطه الديني، ودوره التبليغي والثقافي، وأن يزيده توفيقاً وتسديداً، وأن ينفع به وينتفع بعلمه، وأن يضاعف له الأجر والثواب، وأن يجعل هذا الكتاب في كتابه ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.
والحمد لله ربّ العالمين.
عبدالله أحمد اليوسف
الأربعاء 5 رجب 1442هـ
17 فبراير 2021م