مؤكداً على أن الرفق خُلُق نبوي كريم
الشيخ اليوسف: الرِّفقُ مفتاح النَّجاح في كل شيء
الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)
الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)

قال الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 26 صفر 1444هـ الموافق 23 سبتمبر 2022م أن من عوامل النجاح في الحياة هو الاتصاف بالرفق في كل شيء، ومنه الرفق في التعامل مع الأهل والعائلة، وفي التعامل مع الأرحام والأقارب، وفي التعامل مع الأصدقاء والزملاء وغيرهم.

وأضاف قائلاً: إن الرفق مفتاح من مفاتيح الخير، والوصول إلى الغايات، وتحقيق الأهداف، بينما الخشونة والغلظة من عوامل الفشل في كل شيء، والخيبة في الحياة.

وبيّن أن من القيم الرئيسة التي حثَّ عليها الإسلام قيمة الرفق، لما لهذه القيمة الإنسانية والصفة الأخلاقية الجميلة من أثر أخلاقي وإنساني فاعل في حياة الأفراد والمجتمعات الإنسانية.

وأوضح أن الرفق خُلُق نبوي كريم، فقد عُرِف رسول الله بالرفق في القول والفعل، وكان ليّناً، سهلاً، خلوقاً، رحيماً، رفيقاً، لطيفاً في تعامله مع قومه، ومع أهله وأزواجه، ومع خدمه، ومع سائر الناس كما جاء في السيرة النبوية الشريفة.

وتابع: لقد اتصف رسول الله بالرفق واللين، ويعد التعامل برفق مع الناس نعمة من الله تعالى، ولذا خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم ممتناً عليه بذلك كما في قوله تعالى: ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ والمستفاد من هذه الآية الكريمة أن الاتصاف بصفة اللين والرفق في القول والعمل لها دور مهم في جذب الآخرين وكسبهم، بينما التعامل بالخشونة والشدة والغلظة معهم تثمر النفرة والتباغض والانفضاض والتباعد.

واعتبر أن التعامل برفق ولين مع المسيئ والمخطئ له أثر إيجابي عليه، بخلاف التعامل معه بغلطة وخشونة وقسوة، إذ قد يدفعه ذلك إلى الإصرار على خطئه والعناد في سلوكه، ولذا يأمرنا الله تعالى بدفع السيئة بالحسنة كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.

وشدّد على أن التعامل مع الناس برفق هو ما ينبغي لكل مسلم التحلي به أسوة بسيد الخلق الرسول الأكرم الذي كان قمة في الرفق واللين؛ لأن نتائج الرفق وثماره الإيجابية لا يمكن الحصول عليها عبر الخشونة والغلظة، روي عن رسول الله أنه قال: «إنَّ اللَّهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، ويُعطِي على الرِّفقِ ما لا يُعطِي على العُنفِ‏، وما لا يُعطِي عَلى‏ سِواهُ» وعنه قال: «إنّ اللَّهَ عزّ وجلّ رَفيقٌ، يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّهِ» . فالرفق في كل الأمور فيه خير كثير، ويعطي أفضل النتائج وأحسن الثمار، وأما الخشونة والغلظة في التعامل فلا خير فيه، ويعطي أسوأ النتائج وأخسها.

ودعا الشيخ اليوسف إلى التعامل برفق مع أفراد العائلة؛ لأن ذلك من أسباب السعادة والخير والبركة، وقد كان رسول الله يحث على الرفق بالأهل والعيال، فقد روي عنه أنه قال: «إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ أهلَ بَيتٍ أدخَلَ عَلَيهِمُ الرِّفقَ».

وقال: جسّد النبي في سيرته مع أزواجه وأهله ذلك عملياً، فقد كان رفيقاً بأزواجه حتى أنه كان يساعدهم في خدمة المنزل، وكان يتعامل مع أفراد عائلته بالرفق والرحمة واللين، روى أنس: «ما رَأَيتُ أحَداً كانَ أرحَمَ بِالعِيالِ مِن رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله».

ولفت إلى أنه إذا حلّ العنف والغلظة والقسوة في التعامل مع أفراد الأسرة فقد حلّ الشقاء والتعاسة والفشل، وغاب الخير، وكثرت المشاكل العائلية، وازدادت الأسقام والعقد النفسية، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)‏ أنه قَالَ: «مَا زُوِيَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا زُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ».

وأشار إلى أن التحلي بالرفق فيه خير الدنيا والآخرة؛ وأن من فوائده النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة؛ لما روي عن رسول الله : «مَن أُعطِيَ حَظَّهُ مِن الرِّفقِ، أُعطِيَ حَظَّهُ مِن خَيرِ الدُّنيا والآخِرَةِ».

اضف هذا الموضوع الى: