الشيخ اليوسف ينعى المرجع الديني الكبير السيد محمد صادق الحسيني الروحاني
الشيخ عبدالله اليوسف مع المرجع الراحل السيد محمد صادق الروحاني
الشيخ عبدالله اليوسف مع المرجع الراحل السيد محمد صادق الروحاني

أصدر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف بياناً نعى فيه انتقال المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني إلى الملكوت الأعلى؛ وهذا هو نصه:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿2/155 الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴿2/156 سورة البقرة.

ببالغ الحزن وعميق الأسى وبقلوب يعتصرها الألم واللوعة تلقينا نبأ رحيل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني (رضوان الله تعالى عليه) إلى الملكوت الأعلى عصر يوم الجمعة 21 جمادى الأولى 1444هـ الموافق 16 ديسمبر 2022م، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل، والدرس والتدريس، والكتابة والتأليف، والتربية والتعليم؛ فقد كرّس حياته المديدة في خدمة الدين والعلم، والدفاع عن عقائد الإسلام وقيمه الخالدة، والرد على الشبهات العقدية والإشكاليات الفكرية المختلفة.

لقد كان المرجع الراحل (1345 - 1444هـ/1926 – 2022م) علماً بارزاً من أعلام الحق والفضيلة والعلم، وأستاذاً قديراً من أساتذة بحث الخارج في الفقه والأصول لسنوات طويلة، ومعلماً متميزاً لأجيال من أفاضل العلماء والأعلام المجتهدين، ومربياً ربانياً لجمع غفير من أهل الفقه والمعرفة والتحصيل العلمي.

وبفقده فقدت الحوزات العلمية والمجتمعات المؤمنة فقيهاً بارزاً من فقهائها الكبار، ومرجعاً عظيماً من مراجعها العظام، ومفخرة من مفاخرها العلمية، وخسرت الساحة العلمية برحيله أستاذاً من أساتذتها المبرزين، وقطباً من أقطابها المعروفين بالعلم والفقاهة والفضيلة، ورمزاً شامخاً من رموزها الدينية، ومثالاً رفيعاً يقتدى من أمثلة الورع والتقوى والزهد والاجتهاد والمثابرة العلمية.

وقد ترك المرجع الراحل مجموعة قيمة من المؤلفات الفقهية والأصولية والعقائدية المهمة، وأشهرها موسوعته الفقهية الاستدلالية (فقه الصادق عليه السلام) وتقع في 41 مجلداً، والتي لا غنى عنها لأي باحث ومحقق ومجتهد وأستاذ من مراجعتها والاستفادة منها؛ وكتابه: (منهاج الفقاهة) وهو شرح وتعليق على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري (قدس سره) ويتألف من 6 مجلدات؛ وكتابه: (زبدة الأصول) ويقع في 4 مجلدات ويحتوي على جميع المباحث الأصولية، وغيرها من المصنفات العلمية القيّمة.

وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحر التعازي وأزكى المواساة لمقام مولانا صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى مراجعنا العظام والحوزات العلمية وإلى أسرته العلمية العريقة وإلى عموم المؤمنين في هذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة.

سائلين الله سبحانه وتعالى للمرجع الراحل علو الدرجات وأعلى المراتب في جنات النعيم مع الأنبياء والصديقين والأئمة المعصومين الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين)، ولأهله وذويه ومحبيه وطلابه وجميع المؤمنين الأجر الجزيل والصبر الجميل.

و ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾

عبدالله أحمد اليوسف
القطيف
السبت 22 جمادى الأولى 1444هـ
17 ديسمبر 2022م

 

 

اضف هذا الموضوع الى: