|
|
ظاهرة العنف الأسري بدأت بالتزايد والتعاظم في حياتنا المعاصرة، وأخذت الكثير من الأسر و العوائل تعاني من تداعيات ومفاعيل العنف الأسري، وما ينتج عنه من سلبيات تهدد الكيان الأسري بالتفكك والضعف والانهيار مما ينعكس سلباً بدوره على سلامة البنية الاجتماعية.
والإسلام الذي يرفض العنف بكافة أشكاله وألوانه؛ ومنه العنف الأسري، يربي أتباعه على اتباع منهج الرفق والتسامح والرحمة، والتحلي بالأخلاقيات والآداب الحسنة، واحترام حقوق الناس المادية والمعنوية.
والمتأمل لآيات القران الكريم يجد الكثير من الآيات الشريفة التي تدعو إلى الرحمة والصفح واللين والعفو والسلام، وكلها مفردات تدل على المنهج الراقي لإنسانية الإسلام. ونجد في المقابل أن تعاليم الإسلام وتوصياته تحرم و تنهى عن الاعتداء والتجاوز والظلم والإكراه والقسوة ضد الآخرين بما فيهم أقرب الناس إليه، وهم أفراد عائلته وأسرته.
وهذا الكتاب هو رسالة سماحة الشيخ اليوسف للدكتوراه في علم الاجتماع، وقد تناول فيه تناول دراسة ظاهرة العنف الأٍسري من مختلف أبعادها ومسبباتها ونتائجها وآثارها، وكيفية منع حدوثها، وتوضيح القواعد التي تساعد على خلق التكيف الزواجي والانسجام العائلي.
وتتميز هذه الدراسة باتباع المنهج العلمي في مناقشة ظاهرة العنف الأسري وبيان رؤية الإسلام في معالجة هذا الموضوع الهام، وهو الأمر الذي تغفله معظم الدراسات الأكاديمية التي تناولت هذه الظاهرة.
وقد أشار المؤلف سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف في بداية بحثه إلى أهمية الدراسة، وأنها تنبع من عدة أبعاد مختلفة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- معرفة أبعاد ظاهرة العنف الأسري ومسبباتها ونتائجها السلبية، وتداعباتها الكبيرة على كيان الأسرة.
2- رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر العنف الأسري على الأفراد والمجتمعات الإنسانية.
3- إن ضحايا العنف الأسري يمثلون شريحة مهمة وكبيرة من المجتمع، إذ أن أكثر ضحاياه من شريحتي النساء والأطفال، وهو الأمر الذي يستلزم حمايتهما من العنف والقسوة والإيذاء بمختلف أشكاله.
4- وضع الآليات والتصورات المناسبة للحد من ممارسة العنف الأسري بمختلف أنواعه ووسائله وأدواته.
ثم أشار الباحث اليوسف إلى أبرز أهداف دراسة العنف الأسري والتي هي:
1ـ بيان رفض الإسلام للعنف بمختلف أشكاله وألوانه، بما فيه العنف الأسري، وتوضيح أن الإسلام دين يدعو إلى الرحمة والصفح والتسامح والعفو واللين، وكلها مفردات مغايرة لمفردات العنف.
2 ـ توضيح أسباب العنف وجذوره المختلفة، ووضع الحلول والعلاج لاستئصال العنف من جذوره.
3ـ بيان الأضرار والآثار السلبية لممارسة العنف من مختلف أبعادها النفسية والعقلية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
4 ـ استعراض بعض القواعد في الحياة الزوجية التي تساعد على منع وقوع العنف الأسري من الأساس، وتساهم في بناء حياة زوجية سعيدة، وخلق كيان ناجح، يساهم في النهاية في تنمية المجتمع وتطوره.
5- التعرف على أكثر أنماط وأشكال العنف الأسري في المجتمع.
6- الإلمام بخصائص ممارسي العنف وكذلك ضحاياه من الناحية النفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
7- الإشارة إلى أبرز الحلول والتصورات النظرية والعملية لمعالجة.
أما عن هيكلية الدراسة فهي كالتالي:
تبدأ هذه الدراسة في فصلها الأول بإلقاء الضوء على الإطار النظري والمنهجية العلمية لدراسة العنف الأسري، ثم تحرير عدد من مفاهيم ومصطلحات دراسة (العنف الأسري).. وأهمها ما يلي:
أولاً- مفهوم العنف.
ثانياً- مفهوم العنف الأسري.
ثالثاً- مفهوم الأسرة.
وفي الفصل الثاني تسلط الدراسة الأضواء على حجم ظاهرة العنف الأسري وأنواعه الرئيسة.
وفي الفصل الثالث تتناول الدراسة فئات العنف الأسري، وصوره وأشكاله.
وفي الفصل الرابع تتناول الدراسة مواصفات وخصائص الزوج العنيف، وكذلك خصائص الزوجة التي تتعرض للعنف.
الفصل الخامس تتناول الدراسة بشيء من التفصيل مسببات وأسباب العنف الرئيسة المنتشرة في المجتمعات الإنسانية.
وفي الفصل السادس ركزت الدراسة على ظاهرة الضرب وهي من أهم وسائل العنف المنتشرة في مجتمعنا، وذكر مجموعة من الأرقام والإحصائيات العالمية حول ضرب النساء والأولاد، ثم نتحدث عن نتائج وآثار العنف والضرب السلبية.
أما الفصل السابع فقد تناول مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها من قبل أفراد الأسرة حتى لا يقع العنف الأسري بينهم.
وينهي المؤلف أطروحته بنتائج وتوصيات الدراسة التي توصل إليها من خلال تناوله لظاهرة العنف الأسري من جميع أبعادها وزواياها المختلفة.