الرزق المعنوي
عبدالإله - 07/07/2005م
ماهو الرزق المعنوي؟
الإجابة:
الرزق المعنوي هو الرزق الذي لم يكن يحتسبه ولا يحتسب طريق وروده عليه . وبالجملة هو سبحانه يتولى أمره ويخرجه من مهبط الهلاك ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ولا يفقد من كماله والنعم التي كان يرجو نيلها بسعيه شيئا لأنه توكل على الله وفوض إلى ربه ما كان لنفسه " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " دون سائر الاسباب الظاهرية التي تخطئ تارة وتصيب أخرى " إن الله بالغ أمره " لأن الامور محدودة محاطة له تعالى و " قد جعل الله لكل شئ قدرا " فهو غير خارج عن قدره الذي قدره به .
ولا يعني هذا ترك السعي وبذل الجهد والجلوس في البيت لينزل عليه الرزق من حيث لايحتسب ؛بل المقصود من قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا *ويرزقه من حيث لايحتسب) أن السعي لابد أن يكون معه وإلى جانبه تقوى ، وإذا ماأغلقت الأبواب مع كل هذا فإن الله عز وجل يرزقه من حيث لايحتسب.
لهذا نجد في الحديث االشريف أن أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) واسمه (عمر بن مسلم) انقطع فترة عن الإمام ، فسأل الإمام عنه مستفسراً ،قالوا:إنه ترك التجارة واتجه إلى العبادة .قال: (ويحه ، أما علم أن تارك الطلب لايستجاب له !).
فالمؤمن عليه أن يأخذ بالأسباب الظاهرية للحصول على معاشه ،ونيل رزقه ، وهذا مايطلق عليه الرزق المادي ، وإذا ماكان قوي الإيمان ، دائم التقوى ، فإن الله سنحانه وتعالى يسهل له الحصول على الرزق ، وقد يرزقه من حيث لايحتسب ، وهذا مايطلق عليه الرزق المعنوي .
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف