مقدار اليوم في الآخرة
صادق إبراهيم - 22/09/2011م

قوله تعالى: { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } الحج47
وجاء في آية ثانية: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } السجدة5، وفي آية ثالثة: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } المعارج4.
الآيتان الأوليتان تذكر أن يوماً عند الله كألف سنة من سنوات الأرض ولكن الآية الثالثة تذكر غير ذلك، فكيف يمكننا التوفيق بين الآيات الشريفة؟
الإجابة:

 ذكر المفسرون عدة احتمالات للتوفيق بين الآيات الثلاث, فقد قال الشيخ الطبرسي: فأما قوله: ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فإنه أراد سبحانه على الكافر، جعل الله ذلك اليوم مقدار خمسين ألف سنة، فإن المقامات في يوم القيامة مختلفة. وقيل: إن المراد بالأول أن مسافة الصعود والنزول إلى السماء الدنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك، من بني آدم، وإلى السماء السابعة مقدار مسيرة خمسين ألف سنة. وقيل: إن الألف سنة للنزول والعروج، والخمسين ألف سنة لمدة القيامة.

ويمكن أن نفهم معنى آخر من كلام الإمام الصادق إذ ورد عنه قوله: إن في القيامة خمسين موقفاً، كل موقف مثل الف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الآية: ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فهذه الآية الشريفة تشير إلى يوم القيامة, أما آية السجدة  فيحتمل أن المقصود منها مرحلة عروج كل أمر إليه تعالى؛ إذ  أن ضمير يعرج يعود إلى الأمر في سورة السجدة وأما ضمير تعرج في سورة المعارج فيعود إلى الملائكة والروح فيختلف اليومان بهذا الاعتبار  بحسب سياق الآيات الشريفة.

والاحتمال الأخير أن لا يكون المقصود بالعدد التحديد الكمي بل الفرق الشاسع بين اليوم واليوم, أي بيان الكثرة والزيادة. والله العالم.

سماحة الشيخ عبد الله اليوسف