تعليم الشباب بين التلقين والتحليل
من أهم أهداف التعليم هو خلق جيل متعلم قادر على الكتابة والقراءة، وفهم القضايا العلمية، وتنمية القدرات العقلية، وتشجيع الابتكار والإبداع، وتطوير الأمة علمياً وثقافياً، والمساهمة في التنمية الشاملة.
ولتحقيق هذه الأهداف لابد من جعل العملية التعليمية قائمة على أساس الفهم والاستيعاب، والقدرة على التحليل، وربط القضايا العلمية بعضها بالبعض الآخر، وحب العلم والرغبة فيه. أما عندما تقوم العملية التعليمية على أساس الحفظ والتلقين المجرد، والرغبة في النجاح في الامتحان ولو بالغش والمساعدة، فهذا لن يحقق أي هدف مهم من أهداف التعليم الكبرى.
إن الطالب المتخرج من الجامعة يجب أن يكون قادراً على الاستنتاج والاستدلال والتحليل العلمي الدقيق، والفهم العميق لتفاصيل العلم، وليس فقط هضم المعلومات أو حفظها؛ لأن ذلك لن يؤدي إلى خلق عقلية علمية منظمة قادرة على الإنتاج والإبداع والابتكار.
ومن المؤسف حقاً أن نرى بعض الشباب لا همَّ لهم سوى النجاح في الامتحان ولو بتقدير مقبول! غير مدركين ضرورة وأهمية فهم العلم وليس حفظه، والقدرة على التعامل مع القضايا العلمية بمنطق علمي وليس مجرد الحصول على شهادة جامعية، ونتيجة لهذا الانحدار في المستوى التعليمي في دول العالم الثالث، فقد وصل الأمر إلى درجة أن بعض المتخرجين من الجامعات لا يحسنون القراءة والكتابة الصحيحة!!
ولتجاوز هذه الظاهرة المقلقة لابد من مراجعة مستمرة لمناهج التعليم وتطويرها، كذلك من المهم تطوير الأساليب والأدوات التعليمية، والبحث عن أفضل الطرق والوسائل لتأهيل الطلاب علمياً ومعرفياً.
وليكن هدف الشباب من الدراسة والتعليم هو فهم العلم واستيعابه، والقدرة على التحليل العلمي، وامتلاك عقلية علمية، والتخرج من الجامعة باستحقاق وجدارة، فالعبرة بآثار التعليم ونتائجه على الشباب وليس مجرد التعليم، فالتعليم وسيلة لأهداف كبرى تخدم الأفراد والمجتمعات الإنسانية والتنمية الشاملة.

22/1/1429
اضف هذا الموضوع الى: