ألقى سماحة الشيخ عبدالله اليوسف كلمة في مسجد الشيخ عقيل بالحلة مساء السبت ليلة الأحد 17 ربيع الأول 1430هـ الموافق 14 مارس 2009م بمناسبة المولد النبوي الشريف، تناول فيها تواضع النبي الأكرم، وأهمية الاقتداء به في ذلك.
وقد ابتدأ كلمته بقوله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾الحجر88، مشيراً أن خفض الجناح كناية جميلة عن التواضع. ثم أشار إلى تواضع النبي الأكرم حيث ضرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أروع وأجمل الأمثلة على تواضعه الذي لا يوازيه في ذلك أي أحد من البشر ، فقد كان مدرسة متميزة في التواضع. وقد وصف أصحابه تواضع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم خير شاهد على ذلك، فلنقرأ مقاطع من كلامهم حول تواضع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعن أنس بن مالك قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريضة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته إكاف من ليف . وعن ابن عباس قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك.
ثم أشار سماحة الشيخ اليوسف لمجموعة من القصص التي تدل على تواضع الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعن ابن مسعود قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجل يكلمه فأرعد ، فقال : هون عليك فلست بملك ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد.
و عن أبي ذر قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا إلى النبي أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكاناً من طين فكان يجلس عليها ونجلس بجانبيه .
وهكذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجلس على دكة من طين كي يعرفه الغريب من بين أصحابه بعد طلبهم منه أن يفعلو ا له ذلك ، في حين أن ملوك عصره كانوا يجلسون على العروش المزينة بالرياش الفاخرة؛ إلا أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأبى التميز على أصحابه ، إلا في حال الضرورة ، والضرورة هنا تقتضي بناء دكة من طين !
وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) يقول : مرت برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) امرأة بذية وهو جالس يأكل ، فقالت : يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ويحك ! وأي عبد أعبد مني ، فقالت : أما لي فناولني لقمة من طعامك فناولها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقمة من طعامه فقالت : لا والله إلا التي في فيك قال : فأخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لقمة من فيه فناولها فأكلتها . قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : فما أصابت بداء حتى فارقت الدنيا .
ثم أشار سماحة الشيخ إلى أنواع التواضع وذكر منها:
1- التواضع النفسي
2- التواضع الأخلاقي
3- التواضع السلوكي
4- التواضع العلمي
5- التواضع الاجتماعي
بعد ذلك تحدث عن كيف ننمي سمة التواضع عندنا؟ وذكر مجموعة من النقاط وهي:
1- صادق المتواضعين.
2- تعرف على نقاط ضعفك.
2- حاسب بنفسك دائماً.
4- مارس التواضع مع الناس.
5- ليكن الرسول الأعظم قدوتنا.
وفي ختام كلمته أشار سماحته إلى ثمار التواضع:
1- محبة الناس (ثمرة التواضع المحبة) كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام).
2- نيل احترام الناس( ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله تعالى)كما قال الرسول الأعظم.
3- إتمام النعمة (بالتواضع تتم النعمة) كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام).
4- نشر الأخلاق (التواضع ينشر الفضيلة) كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام).