الرسول الأعظم مدرسة الأخلاق
الشيخ عبدالله اليوسف - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
لقد كان ـ ص ـ المثل الأعلى في الالتزام بالأخلاق قولاً وفعلاً ، وقد كان لأخلاقه ـ ص ـ الدور الأكبر للتأثير على الكثير من الناس وجلبهم نحو الإسلام (فقد قام الإسلام على ثلاثة : أخلاق محمد ، وسيف علي ، ومال خديجة )
وفي هذا العصر حيث طغت المادية على كل شيء أحوج ما نكون إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة والسلوك القويم .
ومن المؤسف أن نرى البعض من الناس لا يلتزمون بأي أخلاق، ولا يتحلون بأية فضائل ، ولا يتصفون بأي مثل إنسانية ؛ ومع ذلك يعتبرون أنفسهم من أتباع منهج الرسول ـ ص ـ .
والأنكى من ذلك أن يعتبر البعض سوء الأخلاق دليل على قوة الشخصية ، والصحيح أن ذلك دليلا على ضعفها ؛ لأن الرجال العظام على طول التاريخ كانوا يتميزون بحسن الأخلاق ، وحميد الأفعال ، وجميل الصفات .
الحاجة إلى الأخلاق
تنبع الحاجة إلى تحلي الإنسان بالأخلاق من أن تحقق إنسانية الإنسان إنما تتم بالتزامه بفضائل ومكارم الأخلاق ، وعندما يتخلى عن مكارم الأخلاق يفقد الإنسان إنسانيته ؛ إذ لامعنى للإنسانية في ظل غياب الالتزام بالمعايير والمثل الأخلاقية.
ولذلك حث الإسلام كثيراً على التحلي بالأخلاق الفاضلة ، فقد قال رسول الله ـ ص ـ : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وعنه ـ ص ـ قال : ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ) وقال ـ ص ـ : ( أقربكم مني غداً أحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس ) وقال ـ ص ـ: ( مامن شيء أثقل في الميزان من خلق حسن ) وسئل رسول الله ـ ص ـ عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ).
وقد ضرب رسول الله ـ ص ـ أروع الأمثلة على حسن أخلاقه ، وتحليه بمكارم الأخلاق مما جعل أكثر الناس عداوة لرسول الله ـ ص ـ ينجذب له ، ويتأثر بخلقه ؛ وقد كان لهذه السيرة العطرة أكبر الأثر في دخول الكثير من الناس للإسلام .
فلنتعلم من نبينا ـ ص ـ مكارم الأخلاق ، ولنقتدي بسيرته المباركة ، كما قال الله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
17/03/1425