غلاف كتاب شرح الشكوك
|
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الإسلام عقيدة وشريعة، والعقيدة تشمل أصول الدين، والمسائل الاعتقادية من الأمور القلبية؛ في حين أن الشريعة تشمل أحكام الدين وفروعه وهي من الأمور العملية، وتنقسم من حيث موضوعها إلى: عبادات و معاملات، والمعاملات تعم كل الحقوق والالتزامات.
أما العبادات فهي تنحصر في كل ما يتعبد به لله تعالى بأمر الشارع وإذنه، ومن هنا أجمع الفقهاء على أن العبادة من الأمور التوقيفية، وأن الأصل فيها المنع حتى يثبت الإذن من الشرع المقدس.
وفلسفة العبادة في الإسلام تقوم على ركنين أساسيين وهما:
1 ـ الطاعة المطلقة لله تعالى:
من المعلوم بالضرورة أنه يجب أداء العبادات على وجهها المأمور به شرعاً دون زيادة أو نقيصة، وهذا تعبير عن وجوب الطاعة المطلقة لله تعالى، و ضرورة انقياد العبد لمولاه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
والالتزام بالعبادة حرفياً هو تأكيد عملي للإيمان، وإقرار بالعبودية لله تعالى وحده، وانقياد للحق المطلق.
2 ـ التربية والتزكية:
إن كل عبادات الإسلام إنما تهدف ـ فيما تهدف إليه ـ إلى تربية الإنسان على الفضائل، وتزكية نفسه من كل الرذائل، ليصفو قلبه من كل الحجب و الشوائب، وليمتلئ بعد ذلك بنور الإيمان الذي يجعله قريباً من المولى تبارك وتعالى.
والصلاة من أفضل العبادات، وأعظم الطاعات، وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي عمود الدين، إن قُبلت قُبل ما سواها، وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها، وهي معراج المؤمن اليومي إلى عالم الملكوت، ليرتبط المصلي في كل يوم خمس مرات بالحق تبارك وتعالى.
وعندما يصلي الإنسان بخشوع وخضوع وطمأنينة ووقار يشعر بلذة العبادة، ويمتلئ قلبه بأنوار قدسية، ويتسامى نحو الكمال الروحي، ويحس براحة نفسية وعقلية لا مثيل لها.
ولعل مسائل الشكوك هي من أكثر المسائل المبتلى بها في الصلاة، و لذلك يجب على المكلف أن يتعلمها ويفهمها جيداً حتى يستطيع أن يقوم بما يجب عليه القيام به عندما تعرض له في صلاته إحدى مسائل الشكوك.
وقد وُفِق الأخ المؤمن الأستاذ/ شفيق المغاسلة في اختياره لهذا الموضوع الفقهي الهام.. وذلك لأنه مورد ابتلاء كثير من المكلفين.
وقد استطاع المؤلف أن يشرح الشكوك بطريقة مبسطة وسهلة، و بطريقة منهجية وبلغة الكتابة الحديثة بحيث يسهل على القارئ فهمها و استيعابها جيداً، وهو بهذا العمل يكون قد قدَّم للمكتبة شيئاً مفيداً نافعاً.
نسأل الله أن يجزي المؤلف ـ عما قام به من جهد نافع ـ خير الجزاء، و أن يضاعف له الأجر والثواب، وأن يوفقه للمزيد من العطاء العلمي و الإنتاج الثقافي... إنه مجيب الدعاء.
والله ولي التوفيق
عبدالله أحمد اليوسف
الحلة ـ القطيف
9/3/1417هـ
24/7/1996م