غلاف كتاب ذلكم هو الله
|
تمثل العقيدة جوهر الإسلام، وسلامة العقيدة عند الإنسان المسلم تعبر عن الالتزام القلبي والصادق بالإسلام، وأما الالتزام بالشريعة فهو التعبير العملي عن التزام المسلم بإسلامه ودينه، ولا يصح من الإنسان أية أعمال عبادية ما دام لا يؤمن بضروريات العقيدة، فالإيمان بأساسيات العقيدة وثوابتها هو شرط رئيس في الأعمال العبادية.
وقد أفتى الفقهاء بوجوب أن يكون اعتقاد المكلف بأصول الدين عن دليل وبرهان ولا يجوز له أن يقلد فيها أحداً، كما يجب على كل مكلف الاعتقاد بضروريات العقيدة ولو إجمالاً.
وتأسيساً على ذلك، يجب على كل مسلم أن يفهم عقائد دينه، وأن يكون إيمانه بذلك عن وعي وبصيرة، وليس عن تقليد أو مسايرة للبيئة الاجتماعية، بل ينبغي دراسة العقائد والإيمان بها عن دليل وبرهان.
ومن المؤسف حقاً أن نرى بعضاً من جيلنا المعاصر يجهل أبسط مكونات العقيدة الإسلامية، وقد لا يعرف عن أصول دينه إلا النزر اليسير، وهذا مما يضعف من عقيدة المسلم بدينه، وقد يجعله متزلزل العقيدة، ضعيف الإيمان، غير مبال بالالتزام بأحكام الشريعة ومستلزمات العقيدة.
ومن الواجب على كل مسلم أن يدرس أصول الدين دراسة معمقة، وأن يفهم بدقة أساسيات العقيدة ومكوناتها وأن يلّم ولو إجمالاً بتفاصيلها.
وتأتي أهمية هذا الكتاب ـ الذي بين يديك ـ في أنه يتناول الأصل الأول من أصول الدين وهو التوحيد، وكما قال الإمام علي : (( أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده )).
وقد صاغت الكاتبة المحترمة هذا الكتاب بصورة مبسطة ومفهومة للجميع، انطلاقاً من أن الثقافة الدينية يجب أن يفهمها الجميع.
وختاماً... نسأل المولى عز وجل إن يجزي المؤلفة ـ عما قامت به من جهد نافع ـ خير الجزاء، وأن يضاعف لها الأجر، وأن يوفقها للمزيد من العطاء العلمي والإبداع الثقافي... إنه سميع مجيب الدعاء.
والله المستعان
عبدالله أحمد اليوسف
الأحد 5 رمضان 1423هـ
10 نوفمبر 2002م