تمثل الأمثال الشعبية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية جزءاً من ثقافة المجتمع وتراثه، ولذلك نجد أن نوعية الثقافة التي يؤمن بها أي مجتمع تنعكس بصورة أو بأخرى على مدلولات ( الأمثال الشعبية ) وما ترمز إليه من مفاهيم ورؤى وأفكار.

والأمثال الشعبية تختصر ثقافة المجتمع وفلسفته العامة للحياة، فهي تعبر عن العادات والتقاليد، وعن القيم الأخلاقية، والمفاهيم الاجتماعية، والأنماط السلوكية، والمواقف المجتمعية، بغض النظر عن كونها صحيحة أو خاطئة.

كما أن الأمثال الشعبية هي صنيعة التجارب التي يمر بها المجتمع ويعايشها عبر مئات السنين، مما يضفي عليها أهمية كبيرة، فالسعيد من اتعظ بتجارب غيره، كما أن التجارب ثروة إنسانية ينبغي استثمارها وتوظيفها في اختزال الزمن.

ومما سبق يتضح لنا أهمية هذا الكتاب، حيث تناول المؤلف فيه أبرز الأمثال الشعبية في منطقة الأحساء، وهي منطقة عريقة ومعروفة منذ قديم الزمان، وقد تغنى بها كبار الشعراء والأدباء، كما أنها خرجت العديد من أصحاب الرأي والفكر والأدب والشعر.

وسوف يجد القارئ في هذا الكتاب متعة للنفس، وراحة للفكر، فقراءة الأمثال الشعبية شيء ممتع وجذاب وجميل!.

أضف إلى ذلك أن تدوين الأمثال الشعبية يساهم في حفظها، وتقديمها كدليل للأجيال الحاضرة والقادمة، كما أنها تساعد في فهم ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.

وقد قام المؤلف الشاب الطموح الأستاذ/ علي محمد المحمد علي بجهد نافع في جمعه لهذه الأمثال الشعبية في منطقة الأحساء، وهي خطوة مهمة في حفظ تراث المنطقة وثقافتها.

نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجزي المؤلف ـ عما قام به من عمل مفيد ـ خير الجزاء، وأن يوفقه للمزيد من العطاء والإنتاج العلمي.

والله ولي التوفيق

                                                                 عبدالله أحمد اليوسف
                                                           الحلة ـ القطيف
                                  4/5/1419هـ
                              26/8/1998م