لا شك أن النجاح هو ضالة أي إنسان، فالنجاح، فضلاً عن أنه شعور جميل بإثبات الذات والغبطة والسرور، هو في الوقت نفسه اختصار للجهد والمال، كما أنه يحقق الاستقرار النفسي والوظيفي إن كان المبدع موظفًا، أو أنه يطور المجتمع أو المؤسسة أو الشركة والجامعة.
وإذا كان كتابنا هذا بحاجة لتعريف، -إلا أنَّ مؤلفه سماحة الشيخ عبد الله اليوسف غني عن التعريف، فهو المربي الفاضل والخطيب البارع، مفكر إسلامي، وباحث في شؤون الفكر الإسلامي المعاصر. حاصل على وكالات شرعية وإجازات في الرواية من عدد من كبار المراجع والفقهاء المعاصرين. حاصل على شهادة الدكتوراه في الفقه والمعارف الإسلامية من جامعة المصطفى العالمية عام 1432هـ- 2011م- إذ أنَّ كثيرين يبحثون عن خريطة طريق تُيسِّر عليهم سلوك سبيل الحياة وتوصلهم للنجاح. ولنا في صفحات هذا الكتاب توصيات قيمة من أب ناصح وأستاذ موجه.
يتناول الكتاب " قواعد النجاح " يعرضها المؤلفُ بطريقة مشوقة تساعد من يعمل بها على النجاح والتفوق في عمله، وقد جمع المؤلف بين النظريات العلمية وما كتبه المختصون، وأضاف لها دروس من السيرة العطرة لنبينا الأكرم وآل بيته الطيبين الطاهرين ونتج عنها هذا الكتاب.
يتألف الكتاب من 92 صفحة من الورق الفاخر، ويبدأ بكلمات في البدء، و ما جذبني في هذه المقدمة حرص المؤلف على تحديد مسؤولية الشباب تجاه أنفسهم "فيتطلب من كل شاب أن يعمل بجد و اجتهاد من أجل مستقبله ومستقبل أمته" و "أن من يريد أن يحقق أهدافه عليه العمل من الآن للمستقبل، وإلا فإنه سيكون خارج ذلك المستقبل"، ثم يأتي محتوى الكتاب ليتضمن خمس قواعد اختصر المؤلف أو مزج مفاتيح النجاح فيها، هي:
• بناء القدرات.
• إدارة الوقت.
• الوعي بالمستقبل.
• التخطيط للمستقبل.
• التخلص من القلق.
تتناول القاعدة الأولى للنجاح "بناء القدرات"، ذلك السحر الذي يستند عليه كل إبداع، وقد جاء في أكثر من عشر صفحات تبين للقارئ اللبيب أهمية تطوير القدرات باكتشافها وتنميتها. ونصائح المؤلف في هذا الباب ما يلي:
1- من أجل بناء القدرات يجب في البداية أن يكتشف كل واحد منا قدراته و مواهبه و ميوله كي يستطيع بعد ذلك الاستفادة منها.
2- تحتاج قدراتنا و مواهبنا إلى تنميتها من خلال تحويلها إلى واقع خارجي ملموس؛ و إلا فإنها ستذبل و تضمر و لا يستفاد منها.
وأما القاعدة الثانية فجاءت تحت عنوان "إدارة الوقت " وتبحث في أهمية تنظيم الوقت في حياتنا وعظمة ترتيب الأولويات لتحقيق أفضل النتائج. ويبين فيها أهمية الوقت وفوائده. ويقترح الدكتور اليوسف في هذه القاعدة المبادئ الأساسية للسيطرة على الوقت وهي:
1- ضع خطة لبرنامجك اليومي.
2- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
3- نظم الأولويات.
أما القاعدة الثالثة فتحمل عنوان " الوعي بالمستقبل" تبين لنا أهمية الوعي بالمستقبل والإعداد له، و تضع لنا منهجاً علمياً لتكوين رؤية للمستقبل، و تخلص هذه القاعدة لنصيحة في غاية الروعة " أن تكوين الوعي بالمستقبل يستلزم بالضرورة أن نفتح أعيننا و قلوبنا على كل ما يجري حولنا من تغيرات سواء في عالم السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع او التعليم و التربية أو افعلام و وسائل الاتصال الأخرى ... و غير ذلك كثير ".
القاعدة الرابعة جاءت تحت عنوان مثير للاهتمام " التخطيط للمستقبل" لتوضح لنا أسباب عدم تخطيط أغلبنا لمستقبلهم، فغياب الأهداف و التطلعات و عدم الشعور بالمسؤولية إضافة للانغلاق و الجمود و الخلط في المفاهيم كلها أسباب قد ساهمت في عدم التخطيط للمستقبل، ليضع المؤلف بعدها أربع قواعد رئيسة للتخطيط للمستقبل وهي:
1- تحديد الأهداف بدقة.
2- ترتيب الأولويات.
3- وضع خطة عملية.
4- وضع خطة للطوارئ.
وأستعرض المؤلف في القاعدة الخامسة أهم الطرق الناجعة في " التخلص من القلق " مستعرضاً اسبابه، و مبيناً أهم الطرق العلاجية للتخلص من هذه الظاهرة المتفشية في مجتمعاتنا في الوقت المعاصر ليضع لنا وصفة علاجية تتكون من خمس محاور:
1- تقوية الإيمان.
2- تجاوز المشاكل.
3- التخطيط للحياة.
4- الاستفادة من وقت الفراغ.
5- التفاؤل في الحياة.
إن هذا الكتاب يعتبر بحق خارطة طريق و وصفة علاجية ناجعة في صناعة النجاح، يحتاج شبابنا اليوم لمطالعته و العمل به كبرنامج عملي خطته أنامل أب ناصح يريد لأبنائه الخير والنجاح . أسأل الله ان يوفقه للمزيد من العطاء.